د ماك شرقاوي لـ راديو الجزائر .. روسيا تضع المسدس على طاولة المفاوضات

بحشدها مئات الاف من الجنود على الحدود الأوكرانية

89

اعرب د ماك شرقاوي المحلل الاستراتيجي والسياسي عن قلقه من تصاعد الاوضاع على الاراضي الاوكرانية ، ومشيرا الى اهمية الدور الدولي والاممي لنزل فتيل الازمة او التصدي لها ووقف التصعيد على كافة النواحي

جاء ذلك خلال حواره مع راديو الجزائر الذي تناول الموقف الروسي والرد الأمريكي ، كما قدم بعض التوضيحات و الاستعدادات حول المسائل المتعلقة بالحدث

 

وحول توسع الناتو والامن في أوروبا وإعادة بناء نظام الامن في أوروبا وكيف ينظر إلى مستقبل التفاوض الذي يجري بين الطرفين وكيف يمكن قراءة مضمون الرد الأمريكي على طلبات الضمانات الروسية ؟
وكذلك التحشيد العسكري الكبير بين الطرفين فيما باتت الحدود الروسية مسرحا لآلاف الجنود الروس وقوات الناتو من الجهة المقابلة وما يؤشر ذلك ؟
والتجاذبات الحاصلة بين موسكو وواشنطن بشان الازمة الاكرانية والسيناريوهات المحتملة ؟
وغرض واشنطن من طرح القضية على مجلس الامن روسيا وما اذا كان يمثل نوع من الاستفزاز لموسكو ؟

قال د ماك شرقاوي :

اعتقد عندما يصرح لافروف وزير الخارجية الروسي ان الرد الامريكي قدم بعض التوضيحات والاستعدادات حول مسائل ثانوية وهو توسع الناتو والامن في اوروربا واعادة بناء نظام الامن في اوروبا دون الرد على خلفية كيف تنظر الى مستقبل التفاوض

بين الطرفين

اعتقد ان ذلك يناقض الواقع تماما ، ما يحدث على الارض حينما تحشد روسيا مئات الاف من الجنود على الحدود الاوكرانية وتهدد بغزو اوكرانيا هو بالتأكيد كمن يضع المسدس على طاولة المفاوضات

والتصريحات الصارمة اذا ما حاولت اوكرانيا تصويب الاوضاع في الداخل الاوكراني هو امر داخلي مع الانفصاليين المدعومين من روسيا لن توافق او تسمح روسيا باي مساس بهؤلاء المدعومين منها

فعندما تحشد اوكرانيا داخل حدودها على الاقليم للقيام بعملية لتصويب الاوضاع بالتاكيد يواجه بالرفض الكامل من روسيا ، وهو بالتاكيد تدخل في سيادة اوكرانيا

كما تدخلت من قبل في 2014 وضمت اقليم القرم

اما بالنسبة للحشود العسكرية التي تقوم بها روسيا على الحدود الاوكرانية وايضا والدفع بالاليات الوالعتاد والجنود الى بيلاروسيا ، والبدء في مناورات عسكرية في هذا التوقيت البالغ الخطورة

وكذلك المناورات البحرية التي تنوي روسيا المضي قدما فيها في هذا الشهر في فبراير هو بالتأكيد استعراض للقوة

بلينكن- أوكرانيا
بلينكن- أوكرانيا

واعتقد ان ما يحدث الان من روسيا هو تصعيد ثم تصعيد ،  وعندما يتم التصعيد للامم المتحدة هذا لا يعتير ابدا استفزاز من الولايات المتحدة لروسيا ، هو طلب امريكي باحاطة مجلس الامن علما

بما يحدث على الارض من اجراءات يمكن ان تؤدي الى نزاع عسكري

ووفقا للبند السادس من ميثاق الامم المتحدة ، ومن مسئوليات مجلس الامن ان يمنع النزاعات ، وحدوث المشكلات قبل ان تحدث ، ومن ثم لا يمكن ان يقال عنه استفزاز

هو اخطار او اعلام لاعضاء مجلس الامن الدولي بما يحدث على الارض

وهناك تحركات في نفس السياق الدبلوماسي ، حيث يعقد اجتماع لفي كييف غدا ، كما دخلت على خط الازمة كندا ، وبالتأكيد فرنسا وبريطانيا

وهناك دعم عسكري حتى بالقوات والعتاد

 

الولايات المتحدة الامريكية وضعت تحت تصرف حلف الناتو 8500 عسكري ويمكن ان يزداد هذا العدد

كما بعثت فرنسا مئات الجنود الفرنسيين الى دول الجوار في منطقة النزاع ، وكذلك التصريح الأخير للبنتاجون الامريكي بشأن دراسة خيارات عسكرية اذا ما قامت روسيا باجتياح اوكرانيا

ايضا الدعم في السلاح والعتاد من بريطانيا ومن فرنسا والولايات المتحدة الامريكية

والموقف الذي لا نقول المتخاذل من الدولة الاوروبية ولكن بالتأكيد لهم مصالهم الاقتصادية والسياسية مع روسيا

ولكن اعتقد ان هناك تصعيد علت مستوى المجتمع الدولي وعلى مستوى مجلس الامن

وهناك تصعيد ايضا سياسي من خلال اللقاءات ، هناك لقاءات كييف ، وكذلك لقاءات على هامس حوار روسيا مع حلف الناتو

واعتقد ان الجميع لا يريد ان يشعل فتيل الازمة ما عدا الروس يهددون باستخدام القوة واستعراض القوة ، واعتقد ان ما يحدث من روسيا بالتأكيد هو استفزاز للمجتمع الدولي وليس استفزازا من الولايات المتحدة الامريكية

في ان تخطر مجلس الامن برئاسة النرويج في هذه الدورة في هذا الشهر بما يحدث على الارض.

 

جيش أوكرانيا- الناتو

واضاف ان الرد الامريكي على الطلبات الروسي بالتأكيد الرفض لان ما تطلبه روسيا لا يتوافق مع الواقع ، ان يكون هناك ضمانات مكتوبة بلال يتم التوسع في حلف الناتو ، وعدم انضمام اوكرانيا وجورجيا الى حلف الناتو

وهو امر داخلي يتبع سيادة دولة اوكرانيا على اراضيها ودولة جورجيا على اراضيها اذا ارادت ان تنضم ، ايضا يريد من حلف الناتو ان يسحب المعدات والاليات العسكرية من دول الجوار المتاخمة للحدود الروسية الاوكرانية

ويقصد ليتوانيا ولاتفيا واستونيا ، وهو بالتأكيد يتناقض مع خطط حلف الناتو ، وهي الدفاع عن اوروبا

وهو حلف اقيم في خمسينيات القرن بعد الحرب العالمية الثانية لحماية اوروبا من الاتحاد السوفيتي في هذا الوقت ، في مواجهة حلف وارسو، وعندما انهار الاتحاد السوفيتي وانهار حلف وارسو ورثت روسيا ميراث الناتو

فحلف الناتو حلف شمال الاطلسي دوره حماية اوروبا من العدو روسيا

واعتقد انه عندما ينشر القوات في دول الحلف هو عمل من اعمال الدفاع الشرعي عن قارة اوروربا، فبالتأكيد هناك حالة تغول من الروس وارادة لفرض السيطرة ، وفرض طلباتهم بالقوة على المجتمع الدولي

وعلى الولايات المتحدة الامريكية وعلى اوروربا. واعتقد ان ذلك لن يكون يسيرا .

 

هناك شق اخر وهو الحرب الاقتصادية وحرب الغاز وتهديدات روسيا بقطع الغاز عن اوروبا ، وهو بذلك كمن يطلق الرصاص على قدميه

فعندما يقطع بوتين الغاز عن اوروربا يخسر ستة مليارات يورو شهريا من عائدات هذا الغاز ، واعتقد انه في امس الحاجة اليها في اقتصاده الذي تعثر كثيرا في المتغيرات التي حدثت على الساحة الدولية ، وبالتأكيد تشمل كورونا

واعتقد انه عندما يفعل الدب الروسي هذا الامر كمن يطلق الرصاص على قدميه.

واضاف :

لا شك ان من حق الروس ان ينزعجوا من الحشود العسكرية على حدودهم ، لكن الا توجد حشود عسكرية روسية على الحدود الروسية والدول المتاخمة لها ، عندما تقوم روسيا باجراءات من شأنها تكدير السلم والامن الدوليين واقتحام اوكرانيا في 20214 وضم جزيزرة القرم ودعم الانفصاليين وحمايتهم والا يمسهم احد ، اعتقد ان هذا تدخل سافر في شئون دولة مستقلة لها سيادة .

ثانيا الردود بالت
أكيد متوازية من الجانبين ، عندما يرفض تجديد معاهدة ستارت1وستارت2 والحمد لله استطعنا ان نؤجل ستارت3 ويتم اجهاضها ، وهي المعاهدات الخاصة بالصواريخ قصيرة المدى والمتوسطة المدى ، والرفض الروسي لاضافة الطائرات المسيرة والصين التي اصبحت الترسانة الدولية لصناعة الاسلحة والطائرات المسيرة والمنظومات الصاروخية ،

اعتقد ان الامور ليست ابيض واسود ، هناك الكثير من درجات اللون الرمادي في العلاقات السياسية ، فما يردي ان يفعله بوتين من وجهة نظري هو كمن يريد ان يضع المسدس على طاولة التفاوض .

واشار الى انه عندما تحشد اوكرانيا القوات على حدودها لتصويب الاوضاع هذا شأن داخلي بحت لا علاقة لروسيا به ، الا اذا كانت روسيا صاحبة المصلحة ، روسيا تنكر تماما نيتها فلماذا الحشود التي قاربت على 200 الف عسكري روسي على الحدود الأوكرانية

 

من حق اي دولة ان تحشد داخل حدودها ، ولكن عندما تكون هناك عمليات استفزازية اخرها في ابريل الماضي ، وعمليات عسكرية حصلت ما بين القوات الاوكرانية والقوات الروسية ، عندما يتم الحشد بهذا الشكل ، بالتأكيد من المنتظر ان يكون هناك عمليات غزو .

 

ومتوقع في يوم 10 فبراير ان يتم الغزو ، ايضا بالتأكيد هناك معلومات مخابراتية وخطط ميدانية وبعض الخطط العسكرية البحتة في داخل القوات الروسية ، ومعلومات كثيرة تناولتها التقارير الامنية ان هناك خطط لتنفيذ اعمال في داخل اوكرانيا وفي كييف

وهي معلومات مخابراتية لا نستطيع ان نؤكدها او ننكرها . ولكن هذا ما يؤكد سوء النية .

 

ولكن من وجهة نظري انا لا اعتقد ان بوتين لن يجتاح اوكرانيا بالقوات العسكرية الروسية ، ولكن اعتقد ان السيناريو سوف يكون من خلال الانفصاليين التابعين والمدعومين من روسيا ، ويمكن ان يصل الى محاولة قلب النظام في اوكرانيا ، والاطاحة بالرئيس زلينيسكي

، اعتقد ان ذلك هو السيناريو الاقرب الى الوقوع كما حدث في 2014 ، واعتقد انه لن تكون هناك مواجهات مباشرة ما بين قوتين نوويتين ، ويمكن للحوار ولقاءات الغد في كييف ودخول كندا على خط الازمة وايضا وجود بريطانيا وفرنسا ، ويمكن المانيا ايضا تلعب دورا

لتقريب وجهات النظر ، يمكن لذلك ان يقلل من حدة الحوار ، ويباعد عن اشتعال الازمة وان كنت اعتقد من رؤيتي مما حدث في 2008 في اجتياح جورجيا ، احقاقا للحق جورجيا من بدأت بالاستفزاز وعمليات عسكرية في الداخل الروسي ، ولكن قابلها بوتين باجتياح لا يرحم

واعتقد ان العالم ينظر الة ما حدث في جورجيا في عام 2008 وينظر لما حدث في 2014 ، واعتقد يمكن الوصول الى حلول على طاولة التفاوض ، ولكن ليس بالتأكيد مع تلك الطلبات التي لا يمكن تنفيذها للجانب الروسي .

لا بد ان يكون هناك مرونة في الطلبات الروسية حتى يمكن التجاوب معها، لكن الرد الامريكي الرفض لكل طلبات روسيا ، فلابد ان يكون هناك لغة حوار اخرى حتى نجد مساحة للتفاوض على طاولة المفاوضات .

ولكن سيناريو الانقلاب وسيناريو تصعيد الامور الداخلية داخل اعتقد ان ذلك هو الاقرب الى الحدوث .