د. ماك شرقاوي يكتب:كيف استغلت جماعة الإخوان المسلمين الحريات والقوانين الأمريكية لتوسيع نفوذها؟

1

توسع جماعة الإخوان المسلمين داخل الولايات المتحدة بدأ فعليًا منذ ستينيات القرن الماضي، حيث وجدت الجماعة في البيئة الأمريكية — القائمة على الحريات الواسعة والإطار القانوني المنفتح — فرصة لبناء نفوذ كبير تحت غطاء العمل المدني.

وبحسب الرواية، اعتمدت الجماعة على إنشاء عدد كبير من المنظمات غير الهادفة للربح (NGOs) التي تعمل ضمن القانون الأمريكي، لتكون واجهة تنظيمية تمكّنها من ترسيخ وجودها. كما توسعت في إنشاء المدارس الإسلامية والسيطرة على عدد من المساجد، بما منحها قدرة على التأثير داخل المجتمع المسلم في الولايات المتحدة، الذي يُقدَّر عدد أفراده بنحو 15 مليون مسلم، منهم حوالي 5 ملايين من أصول عربية ومصرية.

الإخوان تمكنوا من تعزيز حضورهم داخل هذا المجتمع من خلال جمع التبرعات والحصول على تمويل خارجي من التنظيم الدولي للجماعة، خاصة من مقره في بريطانيا، مما سمح بتوظيف عدد كبير من الكفاءات القانونية لخدمة مصالح الجماعة داخل الولايات المتحدة.

منظمات مثل كير (CAIR)، ماس (MAS)، أسنا (ISNA)، وأكنّا (ICNA) تمتلك اليوم “جيشًا من المحامين” يعمل على التصدي لأي قرارات حكومية تستهدف الجماعة أو تحدّ من نفوذها. ويتوقع أن يتم الاعتراض على قرارات حاكم تكساس، جورج أبوت، وكذلك أي أوامر تنفيذية قد يصدرها الرئيس ترامب ما لم تعتمد عبر الكونغرس مباشرة، مستغلين بذلك الثغرات القانونية في النظام القضائي وأطر عمل المنظمات غير الربحية.

وفى النهاية يمكن القول إن الوقت قد حان — من وجهة نظره — لـ”قطع دابر” هذه الجماعة وإيقاف تمددها داخل الولايات المتحدة بشكل نهائي.

د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي