د.ماك شرقاوي يكتب: إخفاقات غزة ولبنان عصفت باستقرار الكيان الإسرائيلي
يشهد الكيان الإسرائيلي في الآونة الأخيرة سلسلة من الإخفاقات الأمنية والعسكرية، تزامنت مع توترات سياسية داخلية، مما أثار تساؤلات حول فعالية القيادة الحالية وقدرتها على مواجهة التحديات المتصاعدة.
في السابع من أكتوبر 2024، تعرض الكيان الإسرائيلي لهجوم مفاجئ من قبل حركة “حماس”، كشف عن ثغرات كبيرة في منظومة الأمن. أشارت تقارير إلى خمس إخفاقات رئيسية ساهمت في نجاح الهجوم، منها الفشل في جمع المعلومات الاستخباراتية والتقييم الخاطئ لقدرات “حماس” ونواياها.
أسفر هذا الهجوم عن خسائر بشرية ومادية جسيمة، حيث قُتل وأصيب المئات، وتعرضت مناطق واسعة لأضرار بالغة. كما تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر في المعدات، بما في ذلك تدمير دبابات ومركبات عسكرية.
في أعقاب هذه الأحداث، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، عن تشكيل لجنة تحقيق داخلية لتقييم أوجه القصور ومعالجتها. تهدف اللجنة إلى دراسة الإخفاقات وتقديم توصيات لتعزيز الجاهزية العسكرية والأمنية.
واجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادات حادة بعد محاولته تحميل الجيش والأجهزة الأمنية مسؤولية الإخفاقات. في تغريدة أثارت جدلاً واسعًا، ألقى باللوم على قادة الأمن، لكنه تراجع لاحقًا وقدم اعتذارًا. يُنظر إلى هذه التصرفات على أنها محاولة لإضعاف المؤسسة الأمنية وتحميلها تبعات الفشل لتجنب المساءلة السياسية.
تزايدت الضغوط على هاليفي لتقديم استقالته بعد انتهاء التحقيقات، خاصة في ظل الانتقادات الموجهة لأداء الجيش خلال الأزمة. مع ذلك، يواجه هاليفي معارضة داخلية من قبل قيادات عسكرية وسياسية تعارض فكرة استقالته، معتبرين أنها قد تزيد من زعزعة الاستقرار وتؤثر سلبًا على معنويات الجيش.
أدت هذه التطورات إلى تفاقم الأزمات الداخلية، حيث تصاعدت الاحتجاجات الشعبية المطالبة بمحاسبة المسؤولين وتحسين الأداء الأمني. خارجيًا، تأثرت صورة الكيان الإسرائيلي كقوة إقليمية قادرة على حماية أمنها، مما قد يشجع خصومها على استغلال هذه الثغرات.
في ظل هذه الأجواء، تتواصل العمليات العسكرية في غزة، مع تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية. أعلن نتنياهو عن نية الكيان الإسرائيلي تولي “المسؤولية الأمنية الشاملة” في غزة لفترة غير محددة، مما يثير مخاوف من تصعيد أكبر.
يواجه الكيان الإسرائيلي تحديات غير مسبوقة نتيجة الإخفاقات الأمنية والصراعات السياسية الداخلية قد تؤدي الى المزيد من الانقسامات.
من نيويورك
د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي