شهدت العلاقات الجزائرية المالية تصعيدًا ملحوظًا عقب حادثة إسقاط الجزائر لطائرة مسيرة تابعة للجيش المالي. تباينت الروايات حول موقع إسقاط الطائرة والأسباب الكامنة وراء هذا التصعيد، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في منطقة الساحل الإفريقي.
تفاصيل الحادثة:
وفقًا لوزارة الدفاع الجزائرية، اخترقت طائرة مسيرة مالية المجال الجوي الجزائري لمسافة كيلومترين، مما استدعى إسقاطها. في المقابل، نفت الحكومة المالية هذه الادعاءات، مؤكدةً أن الطائرة كانت تنفذ عمليات عسكرية ضد مجموعات مسلحة داخل الأراضي المالية، وسقطت على بُعد عشرة كيلومترات من الحدود الجزائرية.
وجهات النظر المتباينة:
يرى المحلل السياسي المالي، محمد ويسا المهري، أن الخطوة الجزائرية تُعد تصعيدية، خاصةً وأن الطائرة كانت تستهدف مجموعات مسلحة تهدد الأمن المالي. وأشار إلى أن الجزائر ربما تسعى لإرسال رسالة مزدوجة إلى الحكومة المالية وتركيا، التي زودت مالي بهذه الطائرات المسيرة من طراز “بيرقدار”.
من جانبه، أوضح الأستاذ المساعد والباحث في الشؤون الإفريقية، محمد بن مصطفى سنكري، أن الجزائر لم تكن راضية عن قرار الحكومة المالية بإلغاء اتفاق الجزائر لعام 2015، والذي كانت الجزائر الراعي الرئيسي له. وأضاف أن الجزائر تسعى للحفاظ على نفوذها في مالي، وهو ما ترفضه الحكومة المالية الحالية، التي تطالب بعلاقات قائمة على الاحترام المتبادل.
التصعيد الإقليمي:
شهدت الأزمة تصعيدًا إضافيًا بانضمام النيجر وبوركينا فاسو إلى جانب مالي، حيث قامت هذه الدول بإجراءات مماثلة ردًا على التحركات الجزائرية. هذا التحالف الجديد يعكس تحولات في التوازنات الإقليمية، ويبرز تحديات جديدة أمام الاستقرار في المنطقة.
تحليل وتداعيات:
أن الجزائر تسعى للهيمنة على دول الساحل، مستغلةً تاريخها ودورها في المنطقة. وأشار إلى أن هذه السياسة الجزائرية تواجه رفضًا من قبل الحكومات الجديدة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، التي تسعى لتحقيق استقلالية أكبر في قراراتها السيادية.
وأن إسقاط الطائرة المسيرة التركية الصنع يحمل رسالة إلى تركيا، ويعكس تعقيدات الصراع في المنطقة، حيث تتداخل مصالح قوى إقليمية ودولية، مثل روسيا، فرنسا، والصين، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.
التوتر المتصاعد بين الجزائر ومالي، مدفوعًا بحوادث مثل إسقاط الطائرة المسيرة، يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي في منطقة الساحل. تتطلب هذه التطورات جهودًا دبلوماسية حثيثة لتفادي تصعيد أكبر، وضمان استقرار المنطقة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية المتزايدة.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
رابط الفيديو :
رابط الصفحة:
https://www.facebook.com/Dr.MacSharkaw
https://twitter.com/MacSharkawy
https://www.facebook.com/MacSharkaw/