د. ماك شرقاوي يكتب: الجزائر: تبون يلعب بالنار ويدعم استقلال بريتاني الفرنسية.. وبوتين لم يدعُ الجزائر لعيد النصر

7

سنكشف لكم السبب الحقيقي وراء الهجوم الغريب وغير المتوقع من الجزائر على دولة الإمارات.

كما هو معروف، انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة رسميًا إلى المبادرة الأطلسية، وأيضًا إلى خط الغاز النيجيري المغربي الذي تبلغ تكلفته الإجمالية حوالي 25 مليار دولار. هذا هو السبب الرئيس الذي جعل الجزائر تهاجم الإمارات بشراسة. الجزائر لم تهاجم قناة يوتيوب أو منصة إعلامية، بل استخدمت إعلامها الرسمي لشن هجوم قاسي وغير منطقي ضد دولة شقيقة.

الغريب في الأمر أن هذا الهجوم أسفر عن أزمة إنسانية حقيقية، حيث تم طرد 60 ألف عامل إماراتي من الجزائر. هذا الطرد جاء في وقت حساس للغاية، حيث عاد هؤلاء العمال إلى بلدهم محملين بالخذلان والحزن بعد معاملة قاسية، ما خلق أزمة حقيقية في حياتهم.

لكن دعونا نتحدث عن السبب الجوهري لهذا الهجوم. في البداية، لابد أن نذكر أن هذا الخبر – على الرغم من أنه قد يبدو ساخرًا وغير واقعي – كان في الواقع هدفه استهلاك محلي في الجزائر لزيادة الثقة بين حكومتها وشعبها. الجزائر أرادت إظهار قوتها على الساحة الدولية في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات ضخمة، ولكن الحقيقة أن الجزائر فشلت في إنجاز أي شيء ذي قيمة على المستوى الاقتصادي في الآونة الأخيرة.

المشروع الأطلسي: الأنابيب بين نيجيريا والمغرب

في الوقت الذي فشلت فيه الجزائر في تنفيذ خط الغاز الذي يمر عبر أراضيها، بدأ المغرب في تنفيذ مشروع غاز ضخم مع نيجيريا. هذا المشروع، الذي يسمى “أنبوب الغاز النيجيري المغربي”، سيكون الأطول في العالم ويهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من نيجيريا عبر 13 دولة إلى المغرب، ومن ثم تصديره إلى أوروبا عبر إسبانيا.

تبلغ تكلفة هذا المشروع حوالي 25 مليار دولار، وسيتمكن من نقل نحو 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا. هذا المشروع يضمن أمن الطاقة في أوروبا ويخفف من اعتمادها على الغاز الروسي، وهو هدف استراتيجي مهم، خاصة في ظل الأزمة الحالية التي تعيشها أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا.

تأثير هذه المبادرة

في الختام، يمكن القول أن مشروع “أنبوب الغاز النيجيري المغربي” سيحدث نقلة نوعية في مجال الطاقة في المنطقة، وهو مثال رائع للتعاون الدولي بين دول أفريقيا وأوروبا. الدول التي تشارك في هذا المشروع، وعلى رأسها الإمارات، ستكون الرابحة في هذا التعاون الإقليمي الضخم.

أما الجزائر، فيجب أن تعيد تقييم سياساتها وتوقف الهجمات غير المجدية، وتدرك أن نجاحات الآخرين ليست سببًا في تدميرهم بل فرصة لتطوير الذات وتحقيق المصالح المشتركة.

د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي

رايط الحلقة :

YouTube player