في خضم التطورات الإقليمية المتعلقة بملف مياه النيل، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رسالة قوية وحاسمة، مفادها أن “مياه النيل خط أحمر” وأن حصة مصر المائية لن يتم المساس بها تحت أي ظرف. هذه التصريحات التي أدلى بها خلال لقائه بالرئيس الأوغندي، تلخص موقف مصر الثابت والمبدئي تجاه قضية سد النهضة الإثيوبي، الذي يُعد مصدر قلق رئيسي لأمنها المائي.
ويستعرض الفيديو هذه الرسالة، موضحاً أن أي نقص في حصة مصر من المياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً يُعتبر تهديداً وجودياً لحياة أكثر من 100 مليون مصري. وتأتي تصريحات السيسي في سياق إقليمي معقد، يشهد تزايداً في منسوب المياه ببحيرة ناصر في مصر، وتأثراً لسدود أخرى في المنطقة بسبب الأمطار الغزيرة.
ويكشف الفيديو أن مصر لا تعتمد على التصريحات السياسية فقط، بل تستخدم “الدبلوماسية الناعمة” كأداة فعالة لمواجهة مساعي إثيوبيا لتغيير حصص المياه. ويتم ذلك من خلال تعزيز الاستثمارات في دول حوض النيل مثل أوغندا، مما يعكس التزام مصر بالتعاون والتنمية المشتركة بدلاً من الصراع.
كما يتناول الفيديو الأبعاد القانونية والسياسية للنزاع، مشيراً إلى خيارات متعددة لحله، منها:
الخيارات القانونية: مثل الاستناد إلى اتفاقية إعلان المبادئ لعام 2015 واتفاقية الأمم المتحدة للمجاري المائية الدولية لعام 1997، التي تؤكد أن نهر النيل نهر دولي لا تملكه دولة واحدة.
الضغوط المالية: عبر التنسيق مع البنوك التي مولت بناء السد.
الخيار العسكري: الذي يظل مطروحاً كحل أخير لحماية “الأمن الوجودي” لمصر، استناداً إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
ويحذر الفيديو من المخاطر التي قد تنتج عن الإدارة الإثيوبية الأحادية لسد النهضة، خاصة على دول المصب مثل السودان، حيث يمكن أن تؤدي التغيرات غير المنظمة في تدفق المياه إلى فيضانات مدمرة.
وباختصار، فإن رسالة الرئيس السيسي وتصريحاته ليست مجرد كلام، بل هي تأكيد على أن مصر لن تتخلى عن حقوقها المائية، وأنها مستعدة لاستخدام كافة الأدوات المتاحة، سواء كانت دبلوماسية أو قانونية أو غيرها، لضمان استمرار تدفق شريان الحياة إلى أراضيها.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
رابط الحلقة:
