د. ماك شرقاوي يكتب: السيناريوهات المحتملة للرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني
في خضم التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، يزداد التساؤل حول كيفية تعامل إسرائيل مع أي هجوم إيراني محتمل. وتبدو الخيارات المطروحة أمام تل أبيب متعددة، حيث تتراوح بين ردود محدودة إلى تصعيد شامل، وكلها تتأثر بالتحولات الجيوسياسية الإقليمية والدولية. استنادًا إلى تحليلات الخبراء، نستعرض خمسة سيناريوهات قد تشكل الرد الإسرائيلي المتوقع على إيران.
السيناريو الأول: ضربات محدودة
تتمثل أولى السيناريوهات في رد إسرائيل على الهجوم الإيراني عبر تنفيذ ضربات عسكرية محدودة داخل إيران، كما فعلت في أبريل/نيسان الماضي. هدف هذا الخيار هو تفادي تصعيد كبير قد يؤدي إلى مواجهة مفتوحة بين البلدين. وبالتالي، يكون الهدف إرسال رسالة ردع واضحة لطهران، دون الانخراط في نزاع شامل.
السيناريو الثاني: استهداف المواقع النووية
قد ترى إسرائيل في الهجوم الإيراني فرصة سانحة لضرب المواقع النووية داخل إيران. يعتقد بعض المحللين الإسرائيليين أن هذا هو الوقت الأنسب لتنفيذ مثل هذه العمليات، لا سيما في ظل انشغال حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة، وتراجع دور حزب الله في لبنان. ومع ذلك، فإن هذا الخيار يواجه عقبة كبيرة، وهي احتمال معارضة الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصًا في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية، حيث قد تحد هذه المعارضة من قدرة إسرائيل على التصرف بمفردها.
السيناريو الثالث: بناء تحالف دولي ضد إيران
قد تسعى إسرائيل في هذا السيناريو إلى استغلال الهجوم الإيراني لتشكيل تحالف دولي ضد طهران، يهدف إلى فرض ضغوط دبلوماسية وعسكرية على إيران للتراجع عن برنامجها النووي. هذا التحرك قد يؤدي إلى إجبار إيران على التفاوض أو مواجهة تهديد عسكري دولي مشترك، وهو سيناريو قد يُجنِّب إسرائيل الدخول في مواجهة منفردة، ويضع الملف النووي الإيراني تحت ضغوط متزايدة من المجتمع الدولي.
السيناريو الرابع: توسيع نطاق الهجمات
في حال أرادت إسرائيل الرد بقوة أكبر، قد تقرر توسيع عملياتها العسكرية لتشمل أهدافًا لحلفاء إيران في المنطقة. في هذا الإطار، قد تشمل الهجمات أهدافًا لحزب الله في لبنان، أو المليشيات الموالية لإيران في سوريا واليمن والعراق. مثل هذا السيناريو يعكس استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى إضعاف النفوذ الإيراني الإقليمي، والتعامل مع التهديدات الممتدة عبر المنطقة.
السيناريو الخامس: تأجيل الرد
قد يكون الخيار الأخير لإسرائيل هو تأجيل أي رد مباشر على الهجوم الإيراني إلى ما بعد انتهاء الأعياد اليهودية، مع تركيز عملياتها العسكرية خلال هذه الفترة على حزب الله في لبنان. هذا السيناريو قد يوفر لإسرائيل بعض الوقت لترتيب أوضاعها الداخلية والدولية قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن طبيعة الرد، مع إبقاء جميع الخيارات مفتوحة.
الخاتمة
إسرائيل تجد نفسها أمام مجموعة معقدة من الخيارات التي تتطلب دراسة دقيقة للتطورات الإقليمية والدولية. وبينما تسعى تل أبيب إلى الحفاظ على توازن حساس بين الردع العسكري وتجنب التصعيد الكبير، فإن الرد الإسرائيلي على أي هجوم إيراني سيعتمد على مجموعة من العوامل المحيطة، وقد يتبع أحد السيناريوهات الخمسة السابقة أو مزيجًا منها.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي