د. ماك شرقاوي يكتب : الصراع بين الصين وأمريكا قد يشعل المحيط الهادئ
يتزايَد الصراع والتوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، بسبب مسألة تايوان والتنافس على توسيع التجارة والنفوذ في مناطق عدة من العالم.
ومؤخّرا، بدأت بكين في توسيع نفوذها بالمحيط الهادئ ودوله الصغيرة، ما يهدد الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة الأمريكية، ويتخذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، نهجا متشددا تجاه بكين واقتصادها وتجارتها وسياستها، وأطلق تصريحات تتهم الصين بالسيطرة على قناة بنما، في تحرّك واستراتيجية أمريكية جديدة لمواجهة بكين.
تحدٍّ للنظام العالمي
أعتقد أن طموحات الصين التوسعية في المحيط الهادئ، تمثّل تحديا مباشرا للنظام العالمي الحالي، خاصة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن توسّع بكين البحري وتركيزها على تايوان يُشيران إلى نوايا استراتيجية طويلة الأمد، لإعادة تشكيل التوازن الجيوسياسي في المنطقة.
إن الغرب والولايات المتحدة يقاومان رغبات الصين في التوسّع، ومن الممكن أن يؤدّي هذا إلى سيناريو تصعيد التوترات، أو سيناريو آخر وهو خلق ديناميكيات جديدة، للتعاون ووقف الجنوح إلى الصراع، وهذان السيناريوهان سيحدثان في المستقبل القريب.
توسيع النفوذ
أعتقد أن توسّع الصين في المحيط الهادئ لسبيين؛ الأوّل الحفاظ على المصالح الاستراتيجية، والآخر الحماية من المخاطر الجيوسياسية، موضحا أن بكين لها رؤية لتوسيع النفوذ، ولها مصالح اقتصادية وأبعاد جيوسياسية وأهداف عسكرية؛ منها بناء أسطول بحري كبير، يحمي مصالحها الاقتصادية وضمان حرية الملاحة.
كما أن وجود الأسطول العسكري الصيني يزيد من نفوذ بكين، ويحدّ من وجود واشنطن في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، منوها بأن الصين يمكن أن تسعى إلى تعزيز نفوذها في دول المحيط الهادئ الصغيرة، عبر ضخ الاستثمارات والمساعدات والقروض، وقد تصل إلى شراكات استراتيجية وصنع حلفاء جُدد، كانوا في الأصل حلفاء تقليديين للولايات المتحدة الأمريكية من قبل.
الكثير من التحديات
و أن هناك الكثير من التحديات، بسبب وجود الصين في منطقة المحيط الهادئ وتوجّهاتها لفرض السيطرة، في المقابل، توجد مقاومة من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكّدا أن توسّع بكين في المحيط الهادئ قد يخلق نزاعا مع الغرب وحالة من التوتر.
وعن خيارات بكين للتعامل مع أزمة تايوان، يذكر شرقاوي أن الخيار العسكري مطروح من الصين، ومن الممكن أن يمتد للمنطقة كلها، وبالتأكيد هذا الأمر سيواجه بردود فعل متباينة.
ويرى الخبير السياسي أن الصين قد تعتمد سياسة النفس الطويل مع تايوان، وتحاصرها اقتصاديا واستراتيجيا، ومن المعروف عن الصينيين أنهم يستغرقون الكثير من الوقت لفهم وهضم المواقف السياسية.
ويختتم شرقاوي حديثه متابعا: “تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، حول قناة بنما، جزءٌ مِن مواجهة الصين، لأنّ القناة منفذ مهم لتجارة بكين وواشنطن، ويمكن أن نخلص مِن هذا أنّ تصريحات ترمب جزءٌ من استراتيجية أكبر لمواجهة النفوذ في المحيط الهادئ”.