ترامب يوسع أهدافه واستهدافه لأهداف حوثية وتوسيع دائرة الصراع
فقد توعد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، جماعة الحوثي في اليمن، باستخدام أعتى درجات القوة ضد قواعدها، ومحاسبة الجماعة على هجماتها في البحر الأحمر، مهددا باستخدام ما وصفها بالقوة المميتة الساحقة ضدها.
وكتب ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” التي يمتلكها: “اليوم، أمرت الجيش الأميركي بشن عملية عسكرية حاسمة وقوية ضد الإرهابيين الحوثيين في اليمن. لقد شنوا حملة متواصلة من القرصنة والعنف والإرهاب ضد السفن والطائرات والطائرات المسيرة الأميركية وغيرها”.
وأضاف: “لن نتسامح مع هجوم الحوثيين على السفن الأميركية. سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا. لقد خنق الحوثيون حركة الشحن في أحد أهم الممرات المائية في العالم، مما أدى إلى توقف قطاعات واسعة من التجارة العالمية، وهاجم المبدأ الأساسي لحرية الملاحة الذي تعتمد عليه التجارة الدولية”.
ووجه ترامب رسالة إلى الحوثيين عبر منصته كتب فيها: “إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، لقد انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، ابتداء من اليوم. إن لم يتوقفوا، فستمطر عليكم جهنم كما لم تروا من قبل!”.
كما خاطب إيران في الوقت نفسه قائلا: “إلى إيران: يجب وقف دعم الإرهابيين الحوثيين فورا! لا تهددوا الشعب الأميركي، ولا رئيسه، الذي حاز على أحد أكبر المناصب في تاريخ الرئاسة، ولا ممرات الشحن العالمية. إن فعلتم ذلك، فاحذروا، لأن أميركا ستحاسبكم بالكامل، ولن نكون لطفاء في ذلك!”.
والكثرون يسألونني من هم الحوثيين ؟
من هو الحوثي ، جماعة أنصار الله
سألني الكثير من هم جماعة الحوثيين وما عقيدتهم
جماعة الحوثيين حركة يمنية حركة سياسية انطلقت من محافظة صعدة شمال اليمن، اكتسبت زخما وتأثيرا في الأوساط اليمنية بسبب خطاب مؤسسها حسين الحوثي المناوئ للولايات المتحدة الأميركية وأطماعها في المنطقة، وبسبب معارضتها للسياسات السعودية في المنطقة. يطلق عليها جماعة الحوثي أو الحوثيين نسبة إلى مرشدها الروحي بدر الدين الحوثي ومؤسسها ابنه حسين الحوثي، غير أن الجماعة تسمي نفسها “أنصار الله”.
تسيطر الجماعة -المعروفة بقربها من إيران– على إدارة الدولة في اليمن منذ عام 2015، إذ هاجمت العاصمة صنعاء وحاصرت القصر الجمهوري ووضعت الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الإقامة الجبرية، قبل أن ينجح في الفرار إلى المملكة العربية السعودية، مما دفع هذه الأخيرة إلى قيادة عملية عسكرية مع 10 دول عربية أخرى ضد الحوثيين لإعادة الرئيس الشرعي إلى السلطة.
أطلقت الجماعة عملية عسكرية ضد أهداف إسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ردا على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول بعد عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.
تعود جذور جماعة الحوثيين إلى عام 1991 مع تأسيس منظمة “الشباب المؤمن” في محافظة صعدة ذات الغالبية الزيدية، بإيعاز من بدر الدين الحوثي، وهو أحد كبار العلماء الزيديين في المنطقة.
شكلت هذه المنظمة الجناح الدعوي والفكري والثقافي لحزب “الحق” ذي المرجعية الإسلامية الزيدية، وهو مشروع سياسي أسسه مجموعة من علماء الزيدية وناشطيها السياسيين، منهم بدر الدين الحوثي في بداية تسعينيات القرن الماضي مع إعلان الجمهورية اليمنية.
نشطت في مجال الأعمال الاجتماعية وعملت على إحياء الإمامة الزيدية في مواجهة انتشار ما يصطلح عليها بـ”الدعوة الوهابية” السعودية في اليمن.
بعد خلاف مع قيادات حزب “الحق”، قرر بدر الدين الحوثي وأبناؤه -ومن أبرزهم الابن البكر حسين الحوثي الذي كان ممثلا للحزب بالبرلمان- قطع علاقتهم بالحزب والتفرغ لتوسيع أنشطة منظمة “الشباب المؤمن” عبر بناء مراكز ومساجد، والعمل على استقطاب الشباب والقبائل داخل منطقة صعدة وخارجها.
ينفي قادة الجماعة أن تكون جماعتهم قد نشأت عبر انشقاق حركي أو امتداد لمنتدى “الشباب المؤمن”، ففي نظرهم سياق ولادة تيار أنصار الله الثقافي والسياسي المحلي والإقليمي يختلف عن سياق ولادة ونشأة حركة “الشباب المؤمن”.
ورثت جماعة “أنصار الله” عن منظمة “الشباب المؤمن” جمهورها ورموزها الدينية والسياسية، لكنها تبنت أفكارا جديدة وآليات عمل جديدة وأهدافا تختلف عن تلك التي وضعتها الصحوات الزيدية ومنتديات “الشباب المؤمن”.
تصنف عدد من المصادر الجماعة بأنها شيعية اثني عشرية، وتقول إن مرشدها الروحي بدر الدين الحوثي، ومؤسسها ابنه حسين الحوثي، تأثرا بهذا المذهب بعد استقرارهما في إيران منتصف تسعينيات القرن الماضي، وهو ما ينفيه الحوثيون ويؤكدون تمسكهم بالمذهب الزيدي.
وذكرت بعض الدراسات أن حسين الحوثي حاول بعد عودته من إيران الترويج لأفكاره الجديدة في خطبه وتبني عدد من الطقوس الجعفرية مثل الاحتفال بعيد الغدير وذكرى عاشوراء، وسعى لرأب الصدع بين المذهبين بالرغم من الخلافات الجوهرية بينهما.
ومن أهم هذه الخلافات أن المذهب الجعفري الاثنا عشري لا يعترف بإمامة زيد بن علي مؤسس المذهب الزيدي، وأن الزيديين يرفضون ادعاء عصمة الأئمة الشيعة ويرون أن العصمة للأنبياء فقط، كما أنهم يختلفون مع بعض مذاهب الشيعة في عقيدة التقية وسب الصحابة، وفجرت هذه المساعي التقريبية خلافات في أوساط علماء الزيدية.
ويرى عدد من الباحثين أن امتزاج الزيدية بالاثنا عشرية لدى الجماعة أدى إلى إنشاء ما أطلقوا عليه “مذهبا حوثيا” مرجعيته الأساسية خطابات المؤسس حسين الحوثي.
تحولت الجماعة إلى تنظيم مسلح عام 2004 بعد أن دخلت في مواجهات عسكرية مع الحكومة اليمنية في ما عرف بحرب صعدة، وهي الحرب التي استمرت إلى عام 2010، وقتل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي في أولى جولاتها ليخلفه شقيقه الأصغر عبد الملك الحوثي في القيادة.
واندلعت الجولة الأولى للحرب بعد اتهام الحكومة الحوثيين بالمسؤولية عن مقتل 3 جنود في مواجهات محدودة في صعدة، وأطلقت عملية عسكرية للقبض على حسين الحوثي، كما اتهمت وسائل إعلام يمنية الحوثيين بالولاء لحزب الله اللبناني وإيران والسعي لإعادة نظام الإمامة الزيدية، وهو النظام الذي كان يحتكر الحكم في شمال اليمن لقرون إلى غاية عام 1962.
تسيطر جماعة الحوثي على السلطة في العاصمة صنعاء وعدد كبير من المحافظات اليمنية، يقوم الشكل التنظيمي الحالي للجماعة على 3 هيئات تنفيذية ترتبط مباشرة بالقيادة العليا وهي:
المجلس السياسي: وهو الهيئة التنفيذية المعنية بإدارة وتنظيم العلاقات مع المكونات والتنظيمات والأحزاب السياسية والهيئات الدبلوماسية والمنظمات الإقليمية، وإعداد مقترحات الخطط وتقديم التقارير والدراسات والتحليلات السياسية.
المجلس التنفيذي: ويضم الدوائر ذات الطابع الشعبي المتعلق بالقطاعات الجماهيرية، كالدائرة الثقافية والتربوية والدائرة الاجتماعية والهيئة الإعلامية وهيئة المرأة وشؤون المحافظات.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
رابط الحلقة :
رابط الصفحة :
https://www.facebook.com/MacSharkawy
https://twitter.com/MacSharkawy