د. ماك شرقاوي يكتب: الموقف الأمريكي من قسد في مرمي التراجع والضغوط الإقليمية
الموقف الأمريكي من قسد: بين التراجع وضغوط التحالفات الإقليمية
المقدمة
تمثل “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أحد أبرز شركاء الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم “داعش”، حيث لعبت دورًا محوريًا في القضاء على معاقل التنظيم شمال شرق سوريا. ومع ذلك، تشير تقارير حديثة إلى أن واشنطن قد تراجع دعمها لهذه القوات، تزامنًا مع ضغوط متزايدة من تركيا لحلها.
الموقف الأمريكي من قسد
1. دعم طويل الأمد:
o كانت واشنطن تعتمد على قسد كشريك رئيسي لمحاربة داعش، حيث وفرت الدعم المالي والعسكري والتدريب لهذه القوات.
o شكلت قسد ركيزة أساسية في الاستراتيجية الأمريكية لتحقيق استقرار طويل الأمد في شمال شرق سوريا.
2. إشارات التراجع:
o بدأت تقارير تتحدث عن تخفيض واشنطن دعمها لقسد، وسط محاولات لإعادة تشكيل العلاقات مع تركيا.
o ترافق هذا مع خطوات أمريكية لتعزيز التواصل مع فصائل أخرى في سوريا، ما قد يشير إلى تحول في استراتيجية الولايات المتحدة.
الضغوط التركية ودعوات حل قسد
1. الرؤية التركية لقسد:
o ترى أنقرة أن قسد تمثل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، معتبرة أنها امتداد لحزب العمال الكردستاني (PKK).
o طالبت تركيا مرارًا الولايات المتحدة بالتوقف عن دعم قسد وحلها كشرط لتحسين العلاقات بين البلدين.
2. التصعيد التركي:
o صعدت تركيا عملياتها العسكرية ضد قسد، بما في ذلك الضربات الجوية والتهديد بعمليات برية.
o استغلت أنقرة علاقتها مع روسيا وإيران للضغط على واشنطن لتغيير سياستها تجاه قسد.
عوامل التأثير على الموقف الأمريكي
1. العلاقة مع تركيا:
o تعد تركيا حليفًا استراتيجيًا في الناتو، وتحتاج واشنطن إلى الحفاظ على هذه العلاقة وسط التوترات الإقليمية.
o الضغط التركي المستمر قد يدفع واشنطن إلى مراجعة دعمها لقسد كجزء من صفقة أكبر مع أنقرة.
2. الدور الإقليمي لقسد:
o في المقابل، تدرك واشنطن أن قسد تلعب دورًا حاسمًا في مكافحة داعش، وأن أي تراجع في الدعم قد يؤدي إلى فراغ أمني تستغله جماعات متطرفة.
3. التوازن بين الأطراف:
o تسعى الولايات المتحدة لإيجاد توازن بين الحفاظ على علاقتها مع تركيا وضمان استقرار شمال شرق سوريا، مما يجعل موقفها من قسد معقدًا.
الخيارات الأمريكية المستقبلية
1. تعزيز التحالف مع قسد:
o إذا استمرت التهديدات من داعش، قد ترى واشنطن أن الحفاظ على قسد كشريك موثوق أمر ضروري.
o قد يتم ذلك مع تطمينات لتركيا بشأن الحد من أنشطة قسد القريبة من حدودها.
2. التوافق مع تركيا:
o قد تختار الولايات المتحدة تقديم تنازلات لتركيا، مثل تقليل دعمها لقسد، مقابل تعزيز التعاون في ملفات إقليمية أخرى.
3. إعادة هيكلة قسد:
o يمكن أن تضغط واشنطن لإعادة تشكيل قسد بحيث تشمل مكونات عربية وكردية أوسع، مما يقلل من حساسيتها بالنسبة لتركيا.
ونستنج من كل ما سبق أن الموقف الأمريكي من قسد يشهد تحولًا ملحوظًا وسط ضغوط إقليمية متزايدة. تظل الولايات المتحدة عالقة بين ضرورة الحفاظ على شريكها المحلي الأساسي في سوريا ومطالبات تركيا بحل هذه القوات. الطريقة التي ستتعامل بها واشنطن مع هذا التحدي ستحدد مستقبل وجودها ونفوذها في سوريا، وكذلك علاقاتها مع أنقرة.
من نيويورك د.ماك شرقاوي
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي
المتخصص في الشأن الأميركي