د .ماك شرقاوي يكتب: تباين الرؤى.. السياسة الخارجية لترامب وهاريس بين الصرامة والتوازن

0

في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية من نهايتها، تبرز تباينات واضحة في ملامح السياسة الخارجية لكل من الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس. تتجلى هذه الاختلافات في مواقفهما تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، العلاقات مع الصين، والقضية الفلسطينية.
الحرب الروسية الأوكرانية:
• دونالد ترامب: يؤكد ترامب أنه لو كان في السلطة لما اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ويعد بإنهائها خلال 24 ساعة إذا انتُخب مجددًا. تستند خطته لإنهاء الصراع على السماح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي تحتلها، ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما يتماشى مع مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
• كامالا هاريس: تدعم هاريس استمرار تقديم المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا، وتؤكد على أهمية مواجهة العدوان الروسي. تعتبر أن دعم أوكرانيا يعكس التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان على الساحة الدولية.
العلاقات مع الصين:
• دونالد ترامب: يتبنى ترامب موقفًا صارمًا تجاه الصين، حيث يصفها بأنها تهديد اقتصادي وأمني. خلال فترة رئاسته، فرض رسومًا جمركية على المنتجات الصينية، واتخذ خطوات للحد من نفوذها التكنولوجي. يُتوقع أن يستمر في هذا النهج إذا عاد إلى البيت الأبيض.
• كامالا هاريس: تسعى هاريس إلى اتباع نهج أكثر توازنًا، يجمع بين المنافسة والتعاون مع الصين. تؤكد على ضرورة التعاون في قضايا مثل التغير المناخي والصحة العالمية، مع الحفاظ على موقف حازم بشأن حقوق الإنسان والتجارة العادلة.
القضية الفلسطينية:
• دونالد ترامب: خلال فترة رئاسته، اتخذ ترامب خطوات مؤيدة لإسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وطرح “صفقة القرن” التي قوبلت برفض فلسطيني واسع.
• كامالا هاريس: تؤكد هاريس على التزامها بحل الدولتين، وتدعو إلى استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما تعارض التوسع الاستيطاني وتدعو إلى احترام حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة.
الخلاصة:
تعكس مواقف ترامب وهاريس في السياسة الخارجية رؤى متباينة؛ حيث يميل ترامب إلى اتخاذ مواقف أحادية وصارمة، بينما تسعى هاريس إلى اتباع نهج متعدد الأطراف ومتوازن، مع التركيز على التحالفات الدولية وحقوق الإنسان.

من نيويورك
د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي