د. ماك شرقاوي يكتب: تحليل ما بعد القمة: تحركات رمزية دون نتائج ملموسة
ردًا على سؤال حول الخطوات التالية بعد القمة الأخيرة، يمكن القول إن اللقاء كان بمثابة خطوة رمزية أولى، دون أن يسفر عن نتائج ملموسة، سواء من حيث وقف إطلاق النار أو التوصل إلى اتفاق سياسي يمكن البناء عليه.
ورغم عدم تحقيق اختراق دبلوماسي كبير، إلا أن القمة ساهمت في كسر الجمود، وفتحت المجال أمام التواصل المباشر على مستوى القادة، وهو ما يشكل نقلة نوعية مقارنة بالمفاوضات السابقة التي كانت تُجرى على مستوى أقل. اللقاء بين الرئيسين ترامب وبوتين كان ضروريًا لوضع أسس للحوار، وقد مهد له تحضير طويل من قبل مستشار الأمن القومي “فيتوتكوف”.
ومن المنتظر أن تشهد المرحلة المقبلة تحركات دبلوماسية إضافية، قد تشمل مشاورات ثلاثية أو تنسيقات حول آلية الاجتماعات القادمة، وربما زيارات متبادلة بين الأطراف المعنية. لكن من المبكر الحديث عن أي مشاركة فاعلة من أوكرانيا أو حلفائها الأوروبيين، حيث لا تزال معظم المبادرات مقتصرة على ترتيبات مبدئية دون إطار تفاوضي شامل.
على الجانب الآخر، لا يبدو أن مواقف أوروبا أو حلف شمال الأطلسي ستتغير، إذ من المتوقع أن تستمر الدول الغربية في دعمها العسكري والسياسي لأوكرانيا، ما يعكس استمرار التوتر وعدم الوصول إلى حل جذري.
القمة لم تسفر عن وقف لإطلاق النار أو أي اتفاقيات واضحة، وبالتالي فإن العلاقات الأمريكية الروسية لم تشهد تحولًا جوهريًا. ومع أن العقبات ما زالت قائمة، إلا أن اللقاء أتاح هامشًا ضيقًا للتقارب، يظل مرهونًا بتطورات الوضع الميداني في أوكرانيا.
من ناحية أخرى، يسعى الرئيس ترامب إلى التوصل إلى حل سريع، مدفوعًا برغبته في تحقيق إنجاز سياسي قد يدفع به نحو جائزة نوبل للسلام، وهو ما يفسر تذبذب موقفه بين الضغط والمرونة، أو ما يمكن تسميته بسياسة “العصا والجزرة”.
رغم غياب معايير واضحة، إلا أن التهديدات الأمريكية لروسيا بفرض عقوبات إضافية تبقى قائمة، في وقت لم تحقق فيه القمة أي اختراق نوعي، لكنها فتحت الباب أمام استمرار الحوار.
د ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
