د. ماك شرقاوي يكتب: تصاعد أزمة الاحتجاجات في لوس أنجلوس وتداعياتها السياسية

1

تشهد مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا أزمة متصاعدة لليوم السادس على التوالي، إثر احتجاجات اندلعت بدايةً بشكل سلمي، قبل أن تتحول إلى مواجهات عنيفة نتيجة الإجراءات الحكومية المشددة. وقد فرضت السلطات حظر تجول في معظم أنحاء مقاطعة لوس أنجلوس، وتم نشر قوات من مشاة البحرية (المارينز) وزيادة عدد عناصر الحرس الوطني إلى نحو 4,000 عنصر، في خطوة تصعيدية من قبل الحكومة الفدرالية بإشراف مباشر من الرئيس دونالد ترامب.

في تصريحات مثيرة للجدل، وصف الرئيس ترامب المتظاهرين بالخونة والمؤامرين، زاعمًا أنهم “يحتلون مدينة لوس أنجلوس”، وأكد أن القوات الفدرالية ستقوم “بتحرير المدينة”. مثل هذه التصريحات النارية ساهمت في تصعيد الغضب الشعبي وزادت من حدة الاحتجاجات.

الأزمة بدأت بعد تدخل غير منسق من إدارة شرطة الهجرة والجمارك (ICE) في الولاية، دون التشاور مع حاكم كاليفورنيا أو مع عمدة مدينة لوس أنجلوس، كارين باس. قامت قوات الهجرة بحملات اعتقال عشوائية استهدفت أشخاصًا من ذوي الملامح اللاتينية أو من أصول مكسيكية، بمن فيهم مقيمون دائمون يحملون بطاقة الإقامة (الجرين كارد)، إلى جانب مهاجرين غير شرعيين. تم احتجاز العديد منهم دون تمييز، ما اعتُبر تعديًا صارخًا على الحقوق المدنية، وأثار موجة من الغضب الشعبي أدت إلى اندلاع الاحتجاجات.

رغم هذا التصعيد، يرى بعض المحللين أن هذه الأحداث لن تؤثر بالضرورة على موقع الرئيس ترامب السياسي، خاصة وأنه واجه محاولات لعزله خلال ولايته الأولى عندما كان الديمقراطيون يسيطرون على مجلس النواب. وعلى الرغم من تمريرهم لإجراءات العزل آنذاك، فإنها لم تنجح في الإطاحة به.

يبقى السؤال المطروح اليوم: هل سيؤدي هذا التصعيد الأمني والسياسي إلى تهدئة الأوضاع، أم أنه سيزيد من اشتعال الأزمة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة

د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي