د. ماك شرقاوي يكتب: تقييم توجه ترامب لتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي

3

في معرض الحديث عن توجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، أوضح المتحدث أن التطورات التي شهدتها ولاية تكساس لعبت دورًا جوهريًا في دفع الإدارة الأمريكية إلى إعادة تقييم موقفها من الجماعة. فقد اتخذ حاكم الولاية، جريج أبوت، قرارًا باعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية داخل تكساس، إلى جانب إدراج منظمة كير—العاملة في نحو 30 ولاية—على القائمة السوداء بالولاية نفسها باعتبارها كيانًا إرهابيًا.

ويشير المتحدث إلى أن هذه الخطوات ساهمت في رفع “الراية الحمراء” لدى الإدارة الأمريكية وترامب تحديدًا، خاصة بعد أن كشفت تحقيقات أبوت عن وجود محاكم شرعية، ونظام قضائي موازٍ داخل بعض التجمعات الإسلامية المرتبطة بالإخوان. كما كشفت التحقيقات عن مشروع إقامة مدينة إسلامية مكتملة عام 2024 على مساحة 402 فدان في منطقة بلانو بولاية تكساس، تقع على بعد 40 كيلومترًا من دالاس، تم تصميمها لتكون مجتمعًا مغلقًا لا يسكنه سوى مسلمون، مع فرض قيود على بيع المنازل دون موافقة المطوّر، إضافة إلى فرض دفع أموال إجبارية تعادل الضرائب لصالح الجهة المطوّرة والجماعة، وليس مجرد تبرعات.

ويؤكد المتحدث أن هذه الخطوة تمثل انتقالًا إلى مرحلة متقدمة في خطة الإخوان لإنشاء “مجتمعات موازية” داخل الولايات المتحدة، بما يشبه “دولة داخل الدولة”، وهو ما أثار قلقًا واسعًا داخل الإدارة الأمريكية التي اعتبرت ذلك تهديدًا مباشرًا للنظام الاجتماعي والقانوني.

ويضيف أن تصريحات ترامب حول اعتزامه إصدار قرار بتصنيف الجماعة إرهابية شكّلت “بالون اختبار”، في ظل وجود مقاومة داخل الكونغرس لمثل هذا القرار. فقد طرحت مشاريع قوانين مماثلة قبل ست سنوات، ثم قبل خمس سنوات، لكن لم يُعتمد أي منها بالكامل، واكتفى ترامب حينها بإدراج بعض فروع الجماعة مثل “حسم” و“أنصار بيت المقدس” و“حماس” على قوائم الإرهاب.

ويرجع المتحدث عدم المضي نحو التصنيف الشامل إلى التعقيدات التي قد تنتج عن ذلك في علاقات الولايات المتحدة مع عدد من الحلفاء، وعلى رأسهم بريطانيا التي تستضيف التنظيم الدولي، بالإضافة إلى تركيا وقطر وماليزيا وإندونيسيا وباكستان وبنغلاديش، وهي دول تستضيف أو تدعم قيادات بارزة في الجماعة.

ويشدد على أن إدراج الجماعة ككل على قائمة الإرهاب لن يقتصر أثره على الداخل الأمريكي، بل سيسبب سلسلة من التداعيات الدولية، أبرزها حل جميع الكيانات الاقتصادية والمؤسسات التابعة للإخوان في الولايات المتحدة وأوروبا، وربما يمهد الطريق لفرض عقوبات على الدول التي تقدم دعمًا علنيًا أو سريًا للتنظيم.

و بالإشارة إلى أن إيران أصبحت، بحسب وصفه، “اللاعب الأكثر تأثيرًا” داخل الجماعة، وأن طهران لعبت دورًا مباشرًا في قرار تنفيذ عملية 7 أكتوبر، التي أدخلت المنطقة في أتون حرب كادت أن تتحول إلى صراع إقليمي واسع النطاق.

د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي