د.ماك شرقاوي يكتب : حرب غزة وتغير التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط
مع دخول حرب غزة الخامسة عامها الأول، تتجاوز تأثيراتها حدود غزة والضفة الغربية لتعيد تشكيل المشهد الإقليمي والدولي. إذ بات واضحاً أن مفهوم “الردع الاستراتيجي” الذي اعتمدته إسرائيل وحلفاؤها قد تعرض لتحديات كبيرة، خاصة بعد الهجمات المكثفة التي هددت وجود إسرائيل. كما باتت المنطقة تعيش حالة من عدم الاستقرار الإقليمي، مع تعاظم دور إيران ووكلائها في تعزيز المقاومة ضد إسرائيل، واستمرار استهداف القواعد الغربية في المنطقة.
تتباين التفسيرات حول ما إذا كانت المنطقة على أعتاب حرب إقليمية شاملة، أو أن الحرب ستظل محدودة في نطاق الصراع الإسرائيلي مع حركات المقاومة الفلسطينية وحلفائها. في الوقت نفسه، تستعد الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة لإعادة تموضعها في المنطقة لحماية مصالحها، في حين تبدو موسكو وبكين أقل تأثيراً في مجريات الصراع.
وفي ظل هذه التحولات، يظل الغموض سيد الموقف فيما يتعلق بمستقبل المنطقة وخاصة في حال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث قد يتبنى سياسات أكثر تطرفاً تجاه إيران والقضية الفلسطينية.
التأثيرات الإقليمية:
الاقتصاد: الحرب زادت من الضغوط الاقتصادية على دول الجوار مثل لبنان والأردن، في ظل تدهور أوضاع اللاجئين وارتفاع التضخم.
الأمن: استمرار العمليات العسكرية يعمق التوتر بين الدول الإقليمية، وقد يؤدي إلى اتساع دائرة الصراع مع استهداف القوات الغربية.
التطبيع: تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل قد يتأثر بحدة العمليات في غزة، ما يجعل مستقبل العلاقات مع إسرائيل مرهوناً بتطورات الحرب.
خلاصة:
المنطقة تواجه تحولًا جذريًا بعد حرب غزة، ولا يزال المستقبل مرهونًا بتطورات الحرب وتأثيراتها الإقليمية والعالمية، مع تصاعد التوتر بين إسرائيل ووكلائها الإقليميين، وتغير موازين القوى بين الدول الكبرى.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي