د. ماك شرقاوي يكتب : حقيقة ضم الوكالة الأمريكية للتنمية “يو إس أيّد” إلى إدارة وزير الخارجية

1

يرى الخبير الأمريكي في العلاقات الدولية الدكتور ماك شرقاوي، أن “الأسباب الحقيقية لقرار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بضم الوكالة الأمريكية للتنمية “يو إس أيّد” إلى إدارته في وزارة الخارجية، وقد يكون قرار الدمج محاولة لتخفيض النفقات وتحقيق أفضل إدارة ممكنة لتلك الوكالة، حيث أن تلك الوكالة أُنشئت بأمر تنفيذي رئاسي، لذا فإن قرار ماركو بأنه ينوي وقف تمرد الوكالة على أجندة الرئيس دونالد ترامب بعد أن صرح المسؤولين في إدارة الوكالة بأنهم لا يعملون تحت إدارة الرئيس وأنهم وكالة عالمية”.

وأضاف : “بكل تأكيد أن وزير الخارجية الأمريكي يريد تقويض دول الوكالة ومحاولة خروجها عن السيطرة وإعادتها مرة أخرى إلى سيطرة البيت الأبيض وتحت إشراف وزارة الخارجية، وأن تكون المساعدات التي تقدمها الوكالة تكون بما يتوافق مع سياسة أمريكا أولا وأن تتماشى كل المساعدات مع أولويات ترامب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية وتجنب إهدار أموال دافعي الضرائب فيما لا يخدم أجندة وسياسات الرئيس ترامب الخارجية”.

وأشار شرقاوي إلى أنه “قد يكون من الأسباب الأخرى التي دفعت وزير الخارجية الأمريكي لاتخاذ القرار، هو الانتقادات التي يتم توجيهها للوكالة في مناطق كثيرة من العالم، حيث واجهت الوكالة اتهامات كثيرة بدعم أنشطة غير قانونية في بعض دول المنطقة، الأمر الذي تسبب في عدم استقرار في منطقة الشرق الأوسط على سبيل المثال، وقد يكون القرار استجابة لتلك الانتقادات وتبرير بأن الوكالة لا تلعب أدوار سياسية تخرج عن السياسة والمصالح المباشرة للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن القرار يجمع بين الدوافع السياسية ومواجهة الانتقادات اللاذعة الموجهة للوكالة لضمان السيطرة على المساعدات الخارجية وفقا للسياسة الخارجية للبلاد”.

وأعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية “يو إس أيّد”، أن موظفيها في جميع أنحاء العالم سيتم اعتبارهم في إجازة إدارية بدءا من يوم السبت.
وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في بيان: “في يوم الجمعة 7 فبراير 2025، الساعة 11:59 مساءً (السبت 7:59 صباحًا بتوقيت موسكو) سيتم وضع جميع الموظفين المتعاقدين مباشرة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إجازة إدارية في جميع أنحاء العالم”.
وأوضحت أنه هناك استثناء “للموظفين المعينين المسؤولين عن الوظائف الحرجة للمهمة والقيادة الأساسية والبرامج المخصصة بشكل خاص”.
ويؤدي هذا القرار إلى تعليق مؤقت لأغلب البرامج التي تديرها الوكالة، وهي الجهة المسؤولة عن قيادة برامج المساعدات الخارجية الأمريكية.
وتقوم الوكالة، بالتنسيق مع البعثات ووزارة الخارجية، بإعداد خطة لعودة الموظفين المتمركزين خارج الولايات المتحدة.
ووفقا للإعلان والبريد الإلكتروني المرسل إلى الموظفين، فإن الغالبية العظمى من العاملين الإشرافيين سيعودون إلى الولايات المتحدة خلال أيام.

 

من نيويورك

د. ماك شرقاوي

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي

المتخصص في الشأن الأميركي