د. ماك شرقاوي يكتب : الولايات المتحدة تستهدف الحوثيين في اليمن ورسائل تحذير لإيران
في الآونة الأخيرة، تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية الصراع في اليمن، حيث نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية واسعة النطاق ضد مواقع الحوثيين المدعومين من إيران. هذه العمليات جاءت ردًا على هجمات الحوثيين المتكررة على الملاحة في البحر الأحمر، مما يشكل تهديدًا للتجارة العالمية وأمن المنطقة.
في 15 مارس 2025، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن غارات جوية استهدفت مواقع استراتيجية للحوثيين في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، مما أسفر عن مقتل 31 شخصًا على الأقل وإصابة 101 آخرين، معظمهم من المدنيين. وأكدت الإدارة الأمريكية أن هذه الضربات تهدف إلى تقويض قدرات الحوثيين العسكرية وضمان أمن الملاحة الدولية.
من جانبه، صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز بأن واشنطن قد تستهدف مواقع إيرانية داخل اليمن، بما في ذلك السفن والمدربين العسكريين الإيرانيين الذين يقدمون الدعم للحوثيين. وأشار والتز إلى أن إيران ليست مجرد داعم للحوثيين، بل تُعتبر طرفًا فاعلًا في الهجمات التي تستهدف المصالح الأمريكية والدولية.
في المقابل، نفت إيران تقديم دعم مباشر للحوثيين، لكنها أكدت دعمها لقضيتهم. ورفضت طهران رسالة الرئيس ترامب التي اقترح فيها التفاوض بشأن اتفاق نووي جديد يشمل قيودًا على دعم إيران للجماعات المسلحة في المنطقة، ووصفت التحركات الأمريكية بالخداع السياسي.
ردًا على الضربات الأمريكية، توعد الحوثيون بالرد التصعيدي ضد واشنطن وحلفائها، مؤكدين أن هذه الهجمات لن تثنيهم عن مواصلة دعم القضية الفلسطينية ومقاومة ما وصفوه بـ”العدوان الأمريكي والإسرائيلي”.
هذا التصعيد يثير مخاوف من توسع دائرة الصراع في المنطقة، خاصة مع تهديد الحوثيين باستهداف السفن الأمريكية في نطاق 1000 ميل من اليمن. كما أن استمرار التوترات بين الولايات المتحدة وإيران قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر، مما يستدعي جهودًا دبلوماسية مكثفة لاحتواء الأزمة.
د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي