د. ماك شرقاوي يكتب: عقيد اركان حرب أحمد المنسي .. شهيد الوطن في معركة البرث بسيناء

1

في مثل هذا اليوم، 7 يوليو من عام 2017، سطّر العقيد أركان حرب الشهيد أحمد صابر المنسي ورفاقه الأبطال ملحمة بطولية وإنسانية تُدرَّس، خلال معركة البرث في شمال سيناء، حيث قدّموا أرواحهم فداءً لتراب هذا الوطن، ليبرهنوا أن مصر ولّادة بأبنائها الأوفياء، الذين لا يترددون في بذل الغالي والنفيس دفاعًا عن الأرض والعرض والكرامة.

حلقتنا اليوم ليست مجرد رثاء أو استرجاع لذكرى، بل هي تجديد عهد ووفاء لشهدائنا، واستلهام من تضحياتهم، ليكونوا نبراسًا يضيء دروب الوطنية، والإيمان، والصدق.

ضيف الحلقة:

يشرفنا الليلة أن يكون معنا سيادة اللواء أركان حرب محمود الريحاني، أحد القادة الذين كان لهم شرف تدريب المنسي خلال فرقته في الصاعقة، والذي يعتبره بمثابة ابن من أبنائه. سيحكي لنا عن المنسي الإنسان والقائد، كما لم نسمع من قبل.

أهلاً وسهلاً بسيادتك، سيادة اللواء. شرف كبير وجودك معنا.

اللواء محمود الريحاني – تعريف ومقدمة شخصية:

“أنا العبد الفقير لله، اللواء محمود الريحاني. التحقت بالكلية الحربية عام 1986، وتخرجت عام 1990، وتدرجت في المناصب القيادية بالقوات المسلحة حتى تقاعدت عام 2018.

شاركت في حرب تحرير الكويت، ومهام حفظ السلام في البوسنة، وخدمت في عدة مناطق داخل وخارج مصر، منها المغرب. حصلت على عدة أنواط وأوسمة شرف، منها:

نوط الشجاعة (مرتين)

نوط تحرير الكويت

نوط عاصفة الصحراء

نوط الخدمة الطويلة

وسام السلام التابع للأمم المتحدة

وعلى الجانب الرياضي، كنت أحد أبطال مصر في رياضة الرماية، تحديدًا (رماية الخرطوش – لعبة التراب)، ومثّلت مصر في المنتخب القومي لأكثر من 11 عامًا، وشاركت في أولمبياد أتلانتا 1996. الحمد لله، راضٍ عما قدّمت، وأرجو رضا ربي”.

عن الشهيد أحمد المنسي – الذكرى والشهادة:

“المنسي… هذا الإنسان الذي سيُحتسب عند الله شهيدًا بأمر ربه.
كان ضابطًا مميزًا من أول لحظة ظهر فيها في فرقة الصاعقة. هادئ، منضبط، دقيق إلى أقصى درجات الانضباط. كان إنسانًا متدينًا، خَلوقًا، متفانيًا في عمله.

كان لا يقبل بأي تقصير، حتى مظهره العسكري كان مثالاً في الدقة. لم يكن يطلب التميز، لكنه كان يفرضه بطبيعته. كنا نقول عنه: “ابن موت” – لشجاعته الفطرية وقلبه الذي لا يعرف الخوف. ومع ذلك كان حنونًا، بسيطًا، قريبًا من جنوده، محبوبًا من الجميع.

كان أول من يستيقظ، يصلي الفجر، يرتّب مهامه، يتابع كل التفاصيل. ساعد جنوده ماديًا ومعنويًا، وكان يخصص جزءًا من مرتبه للفقراء والأعمال الخيرية، دون أن يُشعر أحدًا بذلك.

عندما خدم معي كقائد سرية، لم يكن فقط ضابطًا متميزًا، بل كان قدوة. أبنائي – حتى اليوم – يذكرونه ويتأثرون بأخلاقه”.

عن الكتيبة 103 صاعقة – المهام والبطولة:

“الكتيبة 103 صاعقة، التي كان يقودها الشهيد المنسي، كانت ضمن مجموعة كتائب الصاعقة المنتشرة في شرق القناة، مكلفة بمواجهة التنظيمات الإرهابية في سيناء.

أصبحت هذه الكتيبة رمزًا للبطولة، لأن أبطالها، بقيادة المنسي، قدّموا نموذجًا يُدرّس في الشجاعة والتضحية خلال ملحمة البرث.

أبطال الكتيبة واجهوا الإرهاب الأسود دون خوف، ووقفوا في وجه الموت حتى اللحظة الأخيرة، وأثبتوا أن أرض مصر لا تُحمى إلا بدماء الشرفاء”.

“تحية من القلب إلى روح الشهيد أحمد المنسي، ولكل شهيد ارتقى مدافعًا عن وطنه.
تحية لكل ضابط وجندي ما زال يحمل السلاح من أجل أن تبقى مصر آمنة.
هذه الحلقة ليست مجرد كلمات، بل هي رسالة وعهد، أن تبقى ذكراهم حيّة، وأن نستكمل طريقهم في الدفاع عن الوعي والكرامة.

د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي

رابط الحلقة: