تشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 تأثيرًا ملحوظًا من الصراع الدائر في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالنزاع بين إسرائيل وفلسطين. هذا الصراع ليس جديدًا، ولكنه اكتسب زخمًا جديدًا في ظل تصاعد العنف والمواجهات في المنطقة، مما أدى إلى تشكيل مواقف المرشحين بشكل واضح ومؤثر.
من جانبها، تدعم كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، موقف إدارة بايدن في تأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وهو ما يتماشى مع السياسة الأمريكية التقليدية تجاه إسرائيل. ومع ذلك، تواجه هاريس انتقادات من المجتمع العربي والمسلم في الولايات المتحدة بسبب عدم تركيزها بشكل أكبر على القضية الفلسطينية ومعاناة المدنيين في غزة. هذا الانتقاد قد يؤثر بشكل خاص على أصوات الناخبين العرب والمسلمين في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان، التي تضم جاليات كبيرة من هذه الفئات، والذين قد يلعبون دورًا حاسمًا في تحديد النتائج.
في المقابل، يحاول دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، استغلال موقفه القوي تجاه إسرائيل ليكسب دعم الناخبين اليهود المحافظين، خاصة في ولايات مثل نيويورك وبنسلفانيا. ترامب يلوم إدارة بايدن وهاريس على تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط، ويحاول توجيه أصابع الاتهام إليهم لجذب أصوات المحافظين الذين يرون أن موقفه تجاه إسرائيل أكثر صلابة وحزمًا. ومع ذلك، فإن لهجته القاسية قد تكون سيفًا ذا حدين، إذ قد تبعد بعض الناخبين اليهود المعتدلين والليبراليين الذين يرون أن الخطاب السياسي يجب أن يكون أقل انقسامًا.
يمكن القول إن الصراع في الشرق الأوسط يؤثر على مواقف المرشحين ويشكل جزءًا من الحملات الانتخابية لكسب أصوات مجموعات مختلفة من الناخبين. ففي حين يسعى ترامب لجذب الناخبين اليهود والمحافظين بدعمه القوي لإسرائيل، تحاول هاريس الحفاظ على توازن حساس بين دعم إسرائيل وتهدئة المخاوف لدى الناخبين العرب والمسلمين بشأن القضية الفلسطينية. هذا التوازن هو الذي سيحدد مدى نجاح كل من المرشحين في كسب أصوات هذه الفئات المؤثرة في الانتخابات المقبلة
الخلاصة:
الصراع في الشرق الأوسط يعد عنصرًا مؤثرًا في سباق الانتخابات الأمريكية لعام 2024. المرشحون يسعون إلى الاستفادة من هذا الوضع لتقوية مواقفهم بين الفئات المختلفة من الناخبين، وسط توازن حساس بين القيم الإنسانية والسياسات الخارجية.
من نيويورك
د .ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
