في حوار متلفز، تناول الدكتور مقشعوي، الكاتب والباحث السياسي، الأسباب والمعايير التي قد تدفع الولايات المتحدة إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كـ “منظمة إرهابية أجنبية” (FTO). يوضح الدكتور مقشعوي أن هذا التصنيف ليس قرارًا سياسيًا عشوائيًا، بل يخضع لثلاثة معايير قانونية صارمة يجب على أي جماعة أن تستوفيها لكي تُدرج على هذه القائمة.
المعايير الثلاثة للتصنيف
بحسب قوانين وزارة الخارجية الأمريكية، هناك ثلاثة شروط أساسية لا بد من توافرها لتصنيف أي جماعة كمنظمة إرهابية أجنبية:
أن تكون كيانًا أجنبيًا: هذا المعيار يتطلب أن تكون العمليات الرئيسية للمنظمة خارج الولايات المتحدة. حتى لو كان للجماعة فروع أو مؤيدون داخل الأراضي الأمريكية، فإن شرط التصنيف يتوقف على أن تكون أنشطتها الأساسية موجهة من الخارج.
الانخراط في أنشطة إرهابية: يجب أن تكون الجماعة قد شاركت بالفعل في أعمال إرهابية، أو أن تكون لديها النية والقدرة على القيام بمثل هذه الأعمال في المستقبل. يعرّف القانون الأمريكي “الإرهاب” بأنه أي فعل عنف متعمد، أو التهديد به، يشمل الاختطاف، القتل، واستخدام أسلحة الدمار الشامل.
تهديد الأمن القومي الأمريكي: يتوجب أن تشكل أنشطة المنظمة تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي للولايات المتحدة. يشمل ذلك التهديد على الدفاع الوطني، العلاقات الخارجية، أو الأمن الاقتصادي للبلاد.
التبعات القانونية للتصنيف
يؤدي تصنيف أي جماعة كـ “منظمة إرهابية أجنبية” إلى سلسلة من التبعات القانونية الخطيرة، التي لا تؤثر فقط على الجماعة نفسها، بل على المتعاملين معها ومؤيديها. من أبرز هذه التبعات:
تجريم الدعم المادي: يصبح تقديم أي شكل من أشكال الدعم المادي للجماعة، سواء كان ماليًا أو لوجستيًا، جريمة يعاقب عليها القانون الأمريكي.
تجميد الأصول: يتم تجميد جميع الأصول المالية والممتلكات التابعة للمنظمة والتي تقع تحت الولاية القضائية للولايات المتحدة.
حظر دخول الأعضاء: يمنع أعضاء ومؤيدو الجماعة من دخول الولايات المتحدة، وتُسحب تأشيراتهم إن وجدت.
ختامًا، يوضح الدكتور مقشعوي أن عملية التصنيف ليست مجرد إجراء شكلي، بل هي عملية معقدة تتضمن تحديات سياسية وقانونية، حيث يمكن للمنظمة المعنية أن تستخدم مواردها المالية والقانونية للطعن في القرار أمام المحاكم الأمريكية. هذا ما يجعل قرار التصنيف خطوة دقيقة ذات أبعاد متعددة.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن
رايط الحلقة :

