مرحبًا بكم في حلقة جديدة من برنامج “طريق المعرفة”، البرنامج الذي يأتيكم من الولايات المتحدة الأميركية ويهتم بالشأن الأميركي والدولي، وخاصة قضايا الشرق الأوسط، وفي القلب منها مصر والأمة العربية.
في هذه الحلقة، نناقش ما وصفته تقارير إعلامية ومحلية بمحاولة لزعزعة الاستقرار المصري عبر ما يُعتقد أنه مخطط مشترك بين جهات جزائرية وتونسية، يتمثل في تسهيل دخول عناصر من “البوليساريو” إلى الأراضي المصرية عبر سيناء، في إطار مشروع إقليمي مشبوه قيل إنه مدعوم من بعض الأطراف المرتبطة بجماعة الإخوان.
وفقًا لمعلومات أولية، فقد تحركت حافلات تقل عناصر يعتقد أنهم ينتمون إلى البوليساريو خلال الأيام الماضية، في محاولة للتسلل إلى داخل الأراضي المصرية، وهو ما تصدت له الجهات الأمنية المصرية بشكل حاسم.
الموقف المصري الرسمي:
وزارة الخارجية المصرية أصدرت بيانًا واضحًا يوم 11 يونيو، أكدت فيه أن أي زيارات أو تحركات إلى المناطق الحدودية المحاذية لغزة يجب أن تتم وفق موافقات مسبقة وخطوات تنظيمية محددة، وأشارت إلى أن مصر لا تعيق دخول المساعدات لغزة، وأنها ساهمت بنسبة 70% من المساعدات التي وصلت إلى القطاع منذ اندلاع العدوان الأخير.
البيان شدد على أن المعبر المصري من جهة رفح مفتوح، وأن ما يعوق وصول المساعدات هو الجانب الإسرائيلي، الذي يفرض سيطرة مشددة على الجانب الآخر من المعبر.
حملة تضليل؟
في المقابل، تحدثت بعض الجهات الإعلامية والسياسية في الجزائر وتونس بلغة هجومية ضد مصر، مدعية أن القاهرة تمنع قوافل المساعدات من الوصول إلى غزة، فيما اعتبره محللون محاولة لكسب تعاطف شعبي ودولي، دون تقديم مساعدات حقيقية.
من المثير للانتباه أن بعض هذه القوافل لم تكن تحمل مساعدات فعلية، وهو ما أكده الهلال الأحمر الفلسطيني، وأثار التساؤلات حول أهدافها الحقيقية.
الأبعاد السياسية:
التحركات الأخيرة أثارت جدلًا كبيرًا حول أدوار دول مثل الجزائر وتونس، والدعم الذي يقال إنه قُدم لبعض هذه المبادرات من أطراف إقليمية، من بينها إيران وقطر، وفقًا لما تداوله محللون ومصادر إعلامية.
كما تم التذكير بزيارة غير معلنة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى القاهرة في أكتوبر الماضي، والتي تزامنت مع تحركات فرنسية في المغرب، مما أثار تساؤلات حول توقيت الزيارة وجدواها السياسية.
مصر، بحسب ما جاء في التصريحات الرسمية، ترحب بأي دعم دولي وشعبي حقيقي لغزة، لكنها ترفض أن تكون أراضيها ممرًا لاختراقات أمنية أو حسابات سياسية مشبوهة.
وتبقى الرسالة الأوضح: أمن مصر خط أحمر، ولن يُسمح لأي جهة، تحت أي غطاء، بتهديد استقرار الدولة أو استخدام القضية الفلسطينية غطاء لأجندات أخرى.
من نيويورك
د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
رابط الحلقة:
