في توقيت لا يخلو من الدلالة، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب عن إجراء مكالمة هاتفية “ناجحة جدًا” مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تضمنت – بحسب وصفه – ملفات من العيار الثقيل: من اليمن إلى غزة، مرورًا بالجاهزية العسكرية والملف الملاحي في البحر الأحمر.
المثير في الاتصال ليس فقط مضمون المحادثة، بل السياق الزمني. فالهجمات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر أثّرت بشدة على قناة السويس، شريان الاقتصاد المصري. وقدرت الخسائر الناجمة عن تحويل مسارات السفن بما يزيد عن 7 مليارات دولار في عام واحد، ما جعل القاهرة تبحث عن شركاء جادين في تأمين الملاحة.
حديث ترامب عن “تقدم عسكري هائل” في مواجهة الحوثيين قد يحمل رسائل مبطنة للإدارة الأمريكية الحالية، لكنّه أيضًا يعكس إدراكًا متجددًا لأهمية التنسيق مع مصر، القوة الإقليمية ذات الثقل العسكري والدبلوماسي. أما التطرق إلى غزة، فهو يضع القاهرة مجددًا في مركز الوساطة، خصوصًا بعد رفضها لخطة أمريكية إسرائيلية لنقل سكان القطاع، وهي خطة وُوجهت بإدانة دولية واسعة.
وبينما يتحدث البعض عن مناورة انتخابية من ترامب أو محاولة لاستعادة شعبيته عربياً، يبقى الأهم هو أن المكالمة أعادت التأكيد على حقيقة جيوسياسية ثابتة: لا استقرار في الإقليم دون دور مصري فاعل، ولا أمن بحري دون تنسيق مع القاهرة.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي
رابط الحلقة :
رابط الصفحات :
https://www.facebook.com/Dr.MacSharkaw
https://www.facebook.com/MacSharkaw/
https://twitter.com/MacSharkawy