د. ماك شرقاوي يكتب : نتائج المعركة على الفلسطينيين أكبر مما تم تحقيقه في اتفاق وقف إطلاق النار

0

يناقش صحفيو “سبوتنيك عربي” على أثير “راديو سبوتنيك” آخر الأخبار وأبرز القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحالية. ونشارككم رأي وتحليل خبراء سياسيين وعسكريين واقتصاديين واجتماعيين من استوديوهات الوكالة في موسكو والقاهرة وبيروت.
هل يتخلى ترامب عن مسار المواجهة مع إيران؟
يقول خبير العلاقات الدولية، الدكتور ماك شرقاوي، إنه “في ظل التحول اللافت في السياسية الأمريكية، يجهز ترامب الآن للتفاوض مع إيران من خلال وسطاء، مع أن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، صرح خلال زيارته لأمريكا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2024 بأن أمريكا ليست عدوا، وقدمت إيران خطوة نحو حلحلة الأزمة في العلاقات مع واشنطن”، مشيرا إلى أن “ترامب كان حتى وقت قريب متمسك بخطاب متشدد نحو طهران وبسياسية الضغط الأقصى والوصول إلى حافة الهاوية”.
وأعرب شرقاوي عن اعتقاده بأن “نجاح الوساطة الدبلوماسية ربما يكون صعبا لكنه ليس مستحيلا، خاصة في ظل دخول سلطنة عمان وسويسرا وقطر في جهود وساطة بين الجانبين، بسبب خشية اتساع الصراع في المنطقة”.

إلا أن خبير العلاقات الدولية د. ماك شرقاوي رجح “إمكانية عودة ترامب إلى سابق عهدة في التشدد مع إيران، والبدء بمزيد من العقوبات وفرض شروط قد لا تقبلها إيران، وممارسة ضغوط على حلفاء إيران الأقوياء مثل العراق، الذي يمثّل متنفسا لطهران من العقوبات، بالإضافة إلى أن هناك انقساما أيضا في إيران من الموقف من التفاوض مع واشنطن”.
من ناحيته، أكد خبير الشؤون الأقليمية، هاني الجمل أن “عودة ترامب إلى البيت الأبيض، سوف تعيد تشكيل الأمور في المنطقة بشكل مختلف، أولها أن ترامب في ولايته الجديدة قد استفاد من تجربته الأولى ومن بعض الأخطاء التي وقع فيها، وقد يكون 2025 هو عام التنمية الاقتصادية، ومحاولة خفض أصوات البنادق في مناطق الصراع، ولأن إيران مصدر من مصادر هذه القلاقل سيحاول ترامب أن تكون الحلول الخلفية والقنوات الدبلوماسية مجالا للتواصل مع الجانب الإيراني”.
وأوضح الجمل في تصريحات لـ”سبوتنيك” أن “هذه الخطوات الدبلوماسية هي نهج كلاسيكي في إدارة العلاقات لدي الدبلوماسية الأمريكية، وسبق أن استخدمته مع إيران في أزمة الرهائن في سبعينيات القرن الماضي”.
وأكد الخبير أن “الحلول الدبلوماسية قد تكون هي الحلول التوافقية للجانبين، إذ تدرك الإدارة الامريكية خطر وقوة إيران حتى مع ضعفها وتراجع نفوذها الإقليمي، لكنها لا تزال تمتلك تكنولوجيا السلاح النووي الذي يعطيها فرصة لفرض نفوذها، وبالتالي فإن حالة الانفلات التي تخشاها واشنطن قد يجعلها تلجأ إلى الحلول الدبلوماسية التي قد تكون نقطة بيضاء للطرفين، كما أن فشل أي عمل عسكري أمريكي ضد إيران سيتسبب بإحراج كبير لأمريكا”.
وأضاف الجمل أن “هناك اتجاه جديد لدي الجانب الإيراني بعد انتهاء عصر الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته الراحلين، حسين عبد اللهيان، وتمددهم في الشرق الاوسط، خاصة بعد مجئ الرئيس، مسعود بزشكيان للسلطة، وإعلانه عن رؤية وأيدولوجية مختلفة، إذ قال إنه منفتح على التعاون والمفاوضات مع الجانب الأمريكي، خلافا لما كان سائدا في تصريحات المرشد الأعلي وصقور الإدارة الأمريكية، ومن ثم فإن هذا التوجه الدبلوماسي أمر محمود في هذا الوقت، الذي يتم فيه تشكيل جديد في الشرق الأوسط”.

من نيويورك
د.ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي