د. ماك شرقاوي يكتب: نتائج قمة ترامب – بوتين: رسائل رمزية دون تغييرات حاسمة
ردًا على السؤال حول توقعات نتائج القمة بين الولايات المتحدة وروسيا، يمكن القول إن القمة لم تسفر عن تغييرات جذرية في العلاقات بين البلدين، لكنها حملت بعض المؤشرات المهمة.
القمة كانت متوقعة من حيث الشكل، لكن النتائج الفعلية ظلت محدودة. لم تُعلن أي اتفاقات واضحة بشأن وقف إطلاق النار أو إنهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا، رغم الحديث عن “لقاء مثمر” من الجانبين. الواقع أن القمة لم تُفضِ إلى قرارات ملموسة يمكن البناء عليها سياسيًا أو عسكريًا.
الرئيس ترامب أوضح بوضوح أن أي تعاون اقتصادي مع روسيا، أو عودة للعلاقات التجارية، سيظل مشروطًا بوقف الحرب في أوكرانيا والتوصل إلى حل سياسي. وأكد أنه لن يُخفف من الضغوط أو يمنح موسكو أي مزايا اقتصادية طالما أن العمليات العسكرية مستمرة.
كما حملت تصريحات ترامب قبل القمة رسائل تهديد واضحة، حيث ألمح إلى فرض عقوبات أمريكية “مغلظة” على روسيا في حال لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهي إشارات تؤكد أن الإدارة الأمريكية لا تزال متمسكة بسياسة الضغط المشروط بالتقدم نحو السلام.
من جانب آخر، استفاد بوتين من اللقاء على مستوى الصورة والدلالة الرمزية. القمة عززت من شرعيته الدولية ومنحته مكاسب إعلامية مهمة، خصوصًا مع غياب أي إدانة صريحة له من الجانب الأمريكي خلال القمة. كما تجنبت واشنطن طرح قضية مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين، على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا، وهي نقطة كانت مثار جدل واسع سابقًا.
في الداخل الروسي، يُتوقع أن تعزز هذه القمة موقف بوتين السياسي، خصوصًا بعد أن وجه دعوة للرئيس ترامب لزيارة موسكو، في خطوة قد تُعتبر كسرًا للجليد بين الطرفين وفتحًا لاحتمال عقد لقاءات مستقبلية.
