د.ماك شرقاوي يكتب : هل عقوبات ترامب على الجنائية الدولية: دعم لإسرائيل أم تهديد للعدالة الدولية؟
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، متهمًا
إياها بالقيام “بأعمال غير مشروعة ولا أساس لها” تستهدف الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل. يأتي هذا القرار بعد إصدار المحكمة أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بجرائم حرب في غزة.
تشمل العقوبات تجميد الأصول في الولايات المتحدة وحظر السفر على الأفراد المشاركين في تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية التي تستهدف مواطنين أمريكيين أو حلفاء للولايات المتحدة، مثل إسرائيل. كما أعلن ترامب “حالة الطوارئ الوطنية” للتعامل مع ما وصفه بـ”التهديد” الذي تمثله جهود المحكمة.
ردود الفعل الدولية:
نددت المحكمة الجنائية الدولية بقرار ترامب، مؤكدة التزامها بولايتها القانونية، ودعت الدول الأعضاء والمجتمع المدني إلى الوقوف متحدين من أجل العدالة وحقوق الإنسان الأساسية.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شكره لترامب على هذا القرار، واصفًا المحكمة بأنها “فاسدة ومعادية لأمريكا ومعادية للسامية”.
في المقابل، أبدت 79 دولة دعمها للمحكمة الجنائية الدولية، محذرة من أن العقوبات قد تزيد من خطر الإفلات من العقاب في أخطر الجرائم وتهدد بإضعاف سيادة القانون الدولي.
يُتوقع أن تؤثر هذه العقوبات على قدرة المحكمة الجنائية الدولية في متابعة تحقيقاتها الحالية والمستقبلية، خاصة تلك المتعلقة بمواطنين أمريكيين أو إسرائيليين. كما قد تؤدي إلى توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الداعمة للمحكمة، وتثير تساؤلات حول مستقبل العدالة الدولية ودور المحكمة في محاسبة مرتكبي الجرائم الخطيرة.
من نيويورك د.ماك شرقاوي
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي
المتخصص في الشأن الأميركي