د. ماك شرقاوي يكتب: وثائق نادرة تكشف: تمبكتو بايعت سلطان المغرب مولاي عبد الرحمن في 1854
كشفت وثائق تاريخية نادرة تعود إلى شهر رمضان سنة 1270هـ الموافق لعام 1854م، عن إعلان رسمي من علماء وأعيان مدينة تمبكتو، الواقعة في قلب الصحراء الكبرى، بمبايعتهم للسلطان المغربي مولاي عبد الرحمن بن هشام بوصفه الإمام الشرعي الذي تجب طاعته.
الوثيقة، التي كتبها الفقيه أحمد بن أحمد بن عمر العلوي الشنقيطي التنبكتي، تسرد حالة الفوضى الأمنية والدينية التي اجتاحت المنطقة، وتبرز كيف أن سكان تمبكتو بحثوا عن قائد شرعي عادل فلم يجدوا إلا السلطان المغربي.
ما يجعل هذه الوثائق استثنائية هو طابعها المغربي الواضح، حيث استخدمت تعابير مخزنية تقليدية مثل “أمير المؤمنين” و”البيعة على كتاب الله وسنة رسوله”، إلى جانب الدعاء المعتاد في البلاط العلوي.
الوثيقة تذهب أبعد من ذلك، بإعلانها سقوط الشرعية عن من كانوا يدّعون حماية الإسلام، في إشارة إلى ممثلي السلطنة العثمانية في المنطقة، وتؤكد أن رقاع البيعة أُرسلت للرباط، وأن الأحكام باسمه نُفذت.
هذا الاكتشاف يعزز الرواية التاريخية المغربية حول الامتداد السيادي والديني للمملكة في مناطق الساحل والصحراء الكبرى، ويقدم دليلًا دامغًا على أن البيعة لم تكن مجرد شكل رمزي بل كانت عقدًا شرعيًا ذا آثار سياسية وتنفيذية واضحة.
د. ماك شرقاوي الكاتب الصحفي
والمحلل السياسي المتخصص في الشأن الأميركي




