د .وفاء على تكتب : من الأسوء للشرق الأوسط
لاشك أننى فكرت كثيراً لأكتب من الأفضل للشرق الأوسط هاريس أم ترامب ولكن دائماً الشرق الأوسط سيئ الحظ مع الإدارة الأمريكية لذلك كان الأجدى هو طرح التساؤل أيهما أسوء لهذه المنطقة ؟ فقد ظهرت هاريس فجأة على مستوى الحدث
وكونها إمراءة تمثل نقلة نوعية فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية إن فازت وهى بالأصل تهتم بوجه عام بالقضايا الداخلية أكثر من الخارجية فهى تحب مساعدة أقليات المجتمع الأمريكى وقضايا السكن والمعيشة وفرض الضرائب على الشركات وتلقى الفتات برأيها
فى حل مشاكل الشرق الأوسط فقد جاءت على بطاقة بايدن ورغم أنها دعت إلى حل الدولتين ووقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع ودخول المساعدات وإخراج الرهائن وهى مع كبح جماح إيران فى الملف النووى وهى التى أيدت مبيعات الأسلحة للرياض فى مقاومة الحوثيين
اعتبرت بشار الأسد مجرم حرب ولكنها صوتت من قبل فى مجلس الشيوخ لدعم إسرائيل أكثر من مائة مرة إنها تشبه أوباما كثيراً عندما كان يقول يجب إيقاف معاناة الشعب الفلسطينى وعندما تبوء البيت الأبيض قال إن الزعماء الفلسطنيين هم سبب معاناة هذا الشعب ولكنها قد تكون أكثر عقلانية وألا تدخل أمريكا فى مزيد من الصراعات مع إيران أو غيرها
أما ترامب فهو يفكر بعقلية المقاول أو ذكاء رجل الشارع والممول الإسرائيلى للحملة الانتخابية وفى نفس الوقت لديه قناعته الشخصية بالوجود الصهيونى ورفض كل قضايا الأقليات يهتم بقضية غزة من زاوية صداقته لنتنياهو وتدمير إيران ودعم إسرائيل الفورى وخروج الرهائن بدون قيد أو شرط
وإذا نظرنا إلى الصورة بالكامل نجد أن تجربة الشرق الأوسط مع ترامب لم تكن مريحة وهادئة ولكن المشكلة هذه المنطقة ذات الحظ السيء مع أى ساكن للبيت الأبيض يبدأ بالسلام عليكم ثم يفتح آفاق جديدة لدعم بنى صهيون بكل قوته وكأنها الأقدار لذلك نقول أيهما أفضل عفواً بل أيهما أسوء وإلى حديث آخر
د.وفاء علي
أستاذ الاقتصاد وخبير أسواق الطاقة