د وفاء علي تكتب:الإنعطافة الترامبية ومملكة الولايات المتحدة الأمريكية

15

تكشفت الملامح أمام نموذج جديد يعتمد على القوة الفردية لرئيس يمنح نفسه لقب ملك،
وهنا وقياسٱ على ماسبق إختلطت أوراق القوة بأوراق الفوضى وأصبحت المعركة ليست مع الديمقراطيين أو الخصوم السياسيين وإنما مع بنية الولايات المتحدة الأمريكية نفسها مخالفآ الأصول التشريعية كدولة مؤسسات كما يقولون، وأصبح المعترك هو قصف الجوهر الإستراتيچى لأمريكا فى سلسلة من التصارع القانونى وأزمة الإغلاق الحكومي ليرفع الشعب الأمريكى شعاره لا ملوك لدينا ،
حالة من الغضب والإستياء عبرت عنها تظاهرات الأمريكان فهذه ليست تصريحات رجل دولة فلا وجود للمساومة بالشارع الأمريكى ،
يريد ترامب إستعادة عظمة أمريكا بقتل الدولة العميقة وهو جزء أصيل منها ولن يفلت أبدآ،
لقد إهتزت كل الملفات الداخلية بالنسبة للأچندة الترامبية وواصلت السياسة الخارجية مزيد من الإهتزاز خصوصاً الحرب الروسية الأطلسية حتى فريق العمل الرئاسى خرج عن سرب الألفاظ الدبلوماسية فى الرد على الصحافة والإعلام ومن هنا وقع الملك ترامب بين نيران الداخل الأمريكى وضغوط الخارج وعليه أن يتذكر تاريخياً ماذا حدث من قبل لكنيدى ومارتن لوثر كينج ،
دخل مع الصين فى صراع وقصة لاتنتهى وهى لاتريد أن يروضها ابدأ ولاتنحنى مثل الآخريين بل تظل عالقة مع قول لا ثم لا ،
وأصبح الملك الترامبى بين أمرين مساومة الشعب الأمريكى أو غرفة إختبار إرادة الدولة العميقة فى أمريكا التى قالت لا مكان للملوك هنا وإلى حديث آخر

د. وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة