د. وفاء علي تكتب : أوروبا التائهة

13

لاشك أن العالم كله يموج بتغيرات وموجات كبيرة من التأرجح بفعل التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على حال الأسواق والاقتصاد العالمى ولكن هناك فى الزاوية تقف أوروبا التى ليست على رأى واحد فالتحالف الأوروبى ضرب فى مقتل منذ الحرب الروسية الأوكرانية
لقد لفت نظرى حديث رئيس الوزراء الإنجليزى ستارمر الذى يمثل إتجاه لم يكن فى الحسبان وفى عالم منفتح رأى العالم نفاق الغرب وإدعاءات المتانة الداخلية فأحوال القارة الأوروبية ليست على مايرام بمنطق الثقة والقوة فالقارة تدفع ثمن إنجرارها وراء سياسات الولايات المتحدة الأمريكية التى تقبع خلف المحيط وتضع الاتحاد الأوروبي فى المواجهة وقد تنبأ الرئيس ماكرون يوماً أثناء خطاب له وهو يتسائل هل تموت أوروبا ؟فالروح الأوروبية قد تراجعت عن جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال
وتركت صناعاتها تنهار وتعلقت بذيل الولايات المتحدة الأمريكية وكل مربع فارغ ملئته الصين سريعاً ومن قبلها روسيا ودفعت أوروبا ثمن تبعيتها لأمريكا بالمجان كل المرجعيات تقول أن انجلترا نادمة على خروجها من البريكست وبقية دول الإتحاد الأوروبى لاتستطيع أخد قرار إلا بموافقة المفوضية الأوروبية .

ولايوجد حتى الآن إستراتيجية أوروبية موحدة للخروج من الأزمة ومأزق الحرب الروسية الأوكرانية ومخازن أسلحتها قاربت على النفاد وسيكون أول مطالبها من رجل الأطلسى الذى سيسكن البيت الأبيض إن كانت هاريس ستعطى لهم السلاح فكل شىء له ثمن وإذا كان ترامب فالأمر هنا دخل سرداب آخر وفى كل الحالات أوروبا فى مفترق الطرق وإلى حديث آخر

د. وفاء علي
استاذ الاقتصاد وخبير أسواق الطاقة