د. وفاء علي تكتب: أوروبا الحاضر الغائب فى لقاء ترامب وزيلنسكى

19

لاشك أن مشهد زعماء أوروبا أمام ترامب وكأنه يعاقبهم على الحضور الأيدولوجى الجماعى ويقول لهم ماذا تريدون ولماذا حضرتم؟
أما صاحب الفرح رئيس أوكرانيا فقد تعلم هذه المرة كيف يخاطب سيد البيت الأبيض تودد ولطف فى الإستقبال فقد تعلم زيلنسكى الدرس أن ترامب شخصية نرجسية تعتز بالذات وكما قالت الجمعية الأمريكية للطب النفسي أن الشخص النرجسى يسهل السيطرة عليه خصوصاً إذا غذيت فيه سيناريو أنك لست منافسآ، وإذا حدث مقارنة بين اللقاء الأول والثانى هناك فوارق كبيرة أولها أن إيلون ماسك ونظام ستارلينك غير موجود ومن هنا مع غياب ماسك أصبح ترامب أكثر إنفتاحاً وتشير لغة الجسد على كل شيء فترامب كعادته فى الجلسة على طرف الأريكة وكذلك زيلنسكى الذى إرتدى زيه الكامل وتعلم عدم مقاطعة ترامب وتقليده وكيف يخاطب هذه النوعية من الشخصيات ،
قال لترامب كلمات يحب أن يسمعها وحمله رساله لزوجته وأضاف على ترامب الهالة التى يحبها ووضعه فى المكانة التى يحبها،
ولكن السؤال الهام الآن هل حل ترامب مشكلة أوكرانيا أم أن الأبواب المغلقة وعندما ركب بوتين سيارة ترامب أجهز بوتين على ماتبقى من قضية أوكرانيا ،
فشاهد العين يقول برغم من تحول لقاء ترامب هذه المرة برئيس أوكرانيا من المجادلة إلى المجاملة وتغير نبرة صوت زيلنسكى إلا أن وجوب السلام يطرح سؤال كم تخسر أوكرانيا من أراضيها مقابل هذا السلام ،
والسؤال الأبرز حقيقة هل إقتربت الحرب الروسية الأوكرانية من خط النهاية ؟
إنه سباق القوة والنفوذ والمصالح والدهاء بإمتياز ،لقد ذهبت أوروبا للمطالبة بوقف إطلاق النار فى أوكرانيا ورجعت بخفى حنين بل مازالت فاتورة الحرب الروسية الأوكرانية تستنزف العالم مالياً والإنفاق العسكرى زاد على مستوى العالم فى عام ٢٠٢٥ إلى ٢,٢٧ تريليون دولار طبقآ لإحصائيات معهد استوكهولم بالسويد للعلوم العسكرية وكل ما فعله ترامب لأوروبا هو أن تشترى أوكرانيا أسلحة من أمريكا بما قيمته ٩٠ مليار دولار بدعم أوروبى وزيادة عدد المسيرات الأوكرانية حتى تستطيع كييف حماية نفسها من الدب الروسي ،
رغم الود واللطف هذه المرة لم يجنى زيلنسكى أى شئ وأصبحت أوروبا فى مأزق كبير وهى فى حالة ترهل وقد يكون نهاية للناتو قريباً فقد تلاشت أهميته عندما أجلسهم ترامب فى مقاعد البدلاء وأصبح سيد الكرملين يسدد الأهداف وإلى حديث آخر

د. وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة