د.وفاء علي تكتب : الإنتقال السياسى فى سوريا
لاشك أن ملامح المسار الإنتقالى الجديد بسوريا مسار يشوبه تحديات وعقبات كثيرة فى كيفية التعامل مع موارد الدولة وشكلها وهويتها والنقاط الأساسية التى سيتم التوافق عليها بعدما فرضت هيئة تحرير الشام نفسها فى الميدان أسئلة كثيرة عن حجم المشاركة وحجم التمثيل والحكومة القصيرة للبشير والإطار الزمنى للمرحلة الإنتقالية مع وجود قوى معارضة بالخارج وقواعدها الشعبية، وهناك الدستور وتغييره وكيف سيلجأ الشرع إلى خبراء القانون وصياغته والقضايا الحاسمة والخلافية مثل مصادر التشريع والتنوع الشعبى وحزب البعث مثلاً ،
وعلى كل الأحوال تفاوض أحمد الشرع مع أمريكا برعاية تركيا وحصل إندماج بين الطرفين بدون أخذ صور وهنا بدأ الجولانى يفصل الأمر على مقاسه فالإدارة الأمريكية الجديدة لم تتضح نظرتها إلى الجولانى وكل ماحدث أنه تم إستبدال النفوذ الإيراني بالنفوذ التركى وهذا يعطى العملية السياسية حالة من التجاذب فإيران وروسيا لم يستطيعوا رفع العقوبات عن سوريا أو الإتيان بالماء والكهرباء للشعب السورى أما تركيا فهى تحاول بإستراتيجية عميقة عودة اللاجئين وهناك شخصين يعملون بنظرية أنا أربح وأنت تربح وهما الجولانى وأردوغان لقد ظلت تركيا تدعم وتمول كل هذه الأعوام حتى سقط النظام وهى لها مصالح فى سوريا ووجدتها ضعيفة ووجب الإلتهام،
يحاول الشرع ملأ الفراغ السياسى والأمنى بإجتماع الفصائل للإنطواء تحت راية واحدة ولكن ليست كل الفصائل فهناك قسد وغيرها لم توافق بعد ،
ومن هنا تأتى المخاوف والشكوك من إدارة وزارة الدفاع والمنظومة الأمنية بالعقلية الدينية من حيث التوافق والإنسجام فكل شئ له ثمن فحتى موافقة الفصائل على الإندماج فى جيش وطنى لسوريا لابد من وجود ثمن وهنا السؤال ماهو الثمن الذى ستأخذه الفصائل حتى تحل نفسها لتصدير مشهد جديد إلى العالم كيف تنظم سوريا نفسها من خلال هذا المشهد المتعدد الأطراف وقد فتح باب المجهول وللحديث بقية
د.وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة