د. وفاء علي تكتب: البحر الكاريبى يغلى وأمريكا تقرع طبول الحرب
لاشك أن اللافت للنظر أن كل العالم يتابع سير ترامب نحو الإرتداد شرقا ناحية بحر الصين بينما مياه البحر الكاريبى تركها تغلى وبشدة لنرى صورة مشهد دراماتيكى يبروز دول أمريكا اللاتينية والتهديد المباشر لفنزويلا بالغزو البرمائى أو صناعة ألم جراحى لدفع رئيس فنزويلا على الرحيل بعيداً إلى الصين أو روسيا ،
قارة أمريكا الجنوبية كلها فى مهب الريح فقد وضعت أمريكا مكافأة للقبض على رئيس فنزويلا قدرها ٥٠ مليون دولار بخلاف معاونيه ٥٠ مليون دولار أى أكبر من بن لادن أو ضعف القيمة،
تحركت الأصول الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية بإنتشار بحرى واسع على سطح الكاريبى من ثلاث مدمرات موجهة بصواريخ مدمرة نحو فنزويلا بالإضافة إلى إستدعاء ٤٥٠٠ من وحدات المارينز ومقاتلات الشبح الأمريكية وإعادة فتح قاعدة روزفلت العسكرية ويتساءل الجميع ماهو السبب فى كل هذه التحركات العسكرية الأمريكية فى البحر الكاريبى بهذه الكارتل والسيناريو المكشوف هل هو محاربة الإرهاب والمخدرات وتهريب الذهب كما يقولون أم أن السيناريو الحقيقى هو إزاحة نيكولاس مادورا رئيس فنزويلا الحالى الذى حشد نظامه الدفاعى أيضاً ب٨ مليون جندى و٤,٥ مليون شخص من الميليشيات البولفارية والحرس الوطني وهناك طرف فى المعادلة يعلمه الجميع أن فنزويلا تملك أكبر إحتياطي من النفط الخام يقدر ٣٠٣ مليار برميل من النفط وهى منافس قوى لأمريكا على الساحة الطاقوية ،
الأمر أيضا الذى يقبع فى صدارة المشهد أن الإدارة الأمريكية تقول نحن نقاوم الشر وتمويله فى فنزويلا فهناك حالة من الدعم الفنى لحزب الله فى فنزويلا وخصوصاً تهريب الذهب والسلاح، ويدخل على نفس الخط الصين وروسيا وهو ما يقلق أمريكا التى تقود تظاهرة الزوارق البحرية والغواصات النووية فى الكاريبى,
فهل كل ذلك لمحاربة عصابات المخدرات فى فنزويلا أم هو غطاء مستتر لإزاحة رئيس فنزويلا من المشهد فمعظم دول أمريكا اللاتينية تكره السياسات الأمريكية ،
وإذا أخذنا خطوة إلى الوراء نسأل سؤال يفرض نفسه على المشهد لماذا فازت المعارضة الفنزويلية بجائزة نوبل للسلام التى حاولت التنازل عنها لترامب ،
ويتراءى لنا سيناريو آخر هل هناك ضربة تكتيكية لإيران تعطل نفطها وهنا يؤمن ترامب نفط فنزويلا لذلك ذهب ترامب سريعاً إلى بحر الصين والمياه الدافئة بكوالامبور لتحييد الجميع فيما هو فاعله بأمريكا اللاتينية فالكل يعلم جيداً أن نصف الكرة الجنوبي أو أمريكا اللاتينية تحديداً أصبحت الملعب الخلفى للصين وروسيا بترسانة خرسانية من التسليح الصينى الروسى فى أيدى قوات فنزويلا بل أيضا المسيرات الإيرانية من نزع زامورا فى قواعد قريبة من فنزويلا حتى عندما إجتمع ترامب بالچنرالات قال لهم لقد تركنا دول الجوار والخطر أصبح من الأطلسى إلى المحيط الهادئ فهناك تحالفات بين مادورا رئيس فنزويلا وإيران والصين وروسيا هو تحالف يبدو غريباً لكنه يجتمع على كراهية أمريكا، لذلك تم إنشاء كارتلات من شبكات المخدرات والسلاح والذهب وفى كل الأحوال الصواريخ الباليستية حاضرة بين كل الأطراف والخسارة ستكون كبيرة للأطراف فهل يضحى مادورا ويغادر فنزويلا لصالح ترامب وشركاؤه أم يبقى ويظل السؤال ماذا يريد ترامب حقيقة من فنزويلا و١٠% من الكارتلات البحرية الأمريكية على البحر الكاريبى تنتظر الإشارة ليعود مرة أخرى سيناريو مونرو بإثارة الفوضى وإحكام القبضة على أمريكا الجنوبية وربط الموضوعات بمفردات مختلفة لذلك كان الإرتداد شرقآ لإعادة التموضع فى البحر الكاريبى ولاشئ يحدث صدفة والى حديث آخر
د. وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة
