د.وفاء علي تكتب: العداد مستمر فى الإغلاق الحكومى الأمريكى

16

لعل المصفوفة الأبرز فى حديثنا عن الإغلاق الحكومى الأمريكى هو هل بدأت مراسم إنتهاء الحفلة الراقصة التى جعلت الإغلاق الحكومى الأمريكى يدخل التاريخ مع يومه ال٣٥ فاللون الأحمر اليوم يسود الشاشات والمعنويات محبطة فى الأسواق فقد عاد الدولار اليوم إلى قوته والأسهم الأمريكية بكافة آجالها تتراجع ،
ضغوط على العملات المشفرة خصوصاً البيتكوين ,
حالة من الهدوء تسود الأسواق ولكن المزاج العام الإيجابى لم يستمر فى وول ستريت وقد إستعاد مؤشر الدولار عافيته وتراجع الذهب كملاذ آمن مع الإغلاق الحكومي الذى قد يكون الأطول تاريخياً ,
تأثر الاقتصاد الأمريكى بفعل عدم وجود بيانات وأصبحت القرارات على مايسمى *التسعير الأعمى*
الإغلاق الحكومى الأمريكى اليوم يذكرنا بالإغلاق فى ولاية ترامب الأولى الذى كان ٣٥ يوماً فهل يتجاوزها هذا الإغلاق ،
لقد كان سالفآ فى عهد كلينتون ٢١ يوم وكارتر ١٧ يوم أوباما ١٦ يوماً ،
هناك حالة من الخلاف حول مستويات الإنفاق ومعه حدثت بالأسواق حالة من عزوف عن المخاطرة فتراجعت كل المؤشرات للأسهم الأمريكية والذهب والعملات المشفرة وأسعار النفط ،
هذا بالإضافة إلى وجود ٧٥٠ ألف موظف أمريكى بلا أجر قسراً ,
كل البيانات الإقتصادية معطلة التضخم التوظيف الميزان التجاري ،
معدلات النمو تتراجع أسبوعياً بنحو ,٠١% إلى ,٠٢% من الناتج المحلى الإجمالى ،
وهنا يبرز السؤال المحير هل الإغلاق ممنهج فعلياً فالمستثمرون يشاركون فى هذا الإحتفال فهناك خطوط حمراء لن يستطيع رجل الصفقات تجاوزها وهى ال٤٥ يوماً ولكن مشكلة الإقتصاد الأمريكى هيكلية تتعلق بضغط الأسواق فلماذا لم تضغط وول ستريت حتى الآن حتى يكون هناك منهجية وبيانات حاسمة يعتمد عليها الفيدرالى الأمريكى ،
أم أن المستثمرون تحضروا لمزيد من الفوضى العارمة التي تسود الأسواق الأمريكية ،
لقد دفع الإغلاق الحكومى الأمريكى إلى لجوء المستثمرين إلى المضاربة على الذهب وليس إعتباره ملاذ آمن ،
حتى أسهم التكنولوجيا تكاد تفقد مناعتها فى الأسواق ،
فرص ضائعة كثيرة على أمريكا بهذا الإغلاق الذى يدفع ثمنه المستهلك الأمريكى وليس الديمقراطيين أو الجمهوريين
وعلى الفيدرالى الأمريكى عدم الإعتماد على المانشتات العريضة لترامب وإنما على البيانات الإقتصادية الحقيقية فالحفل على وشك الإنتهاء وإلى حديث آخر

د. وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة