د.وفاء علي تكتب : الهدن الهشة فى منطقة رمادية بين الحرب والسلام

22

لاشك أن شواهد المشهد تشى وتشير أن إسرائيل تواصل خرقها كل يوم بل كل لحظة للهدن الهشة فى غزة ولبنان وإذا قمنا بتوسيع نطاق الدائرة نرى القتل العشوائى والإبادة الجماعية كما قالت الجارديان ،
ورجل مبادرات السلام الوهمية ترامب كل مايهمه هو إفلات إسرائيل من العقاب وهو أهم من الحفاظ على القانون الدولى والمحكمة الجنائية الدولية ،
ألا ترى يارجل السلام ماذا يحدث فى المخيمات الفلسطينية أو ماذا يفعل المستوطنون اليهود فى الضفة الغربية للقضاء على رمزية الوجود الفلسطيني وستواصل إسرائيل ماتفعله بغطاء أمريكى متفق عليه وتهديد أى شخص يحاول محاسبة إسرائيل المدللة،
الغارات الجوية على لبنان تكاد تكون شبه يومية فقد تتباطأ الوتيرة ولكنها مستمرة فلبنان تمثل نموذج واضح وأمثل للشرق الأوسط الجديد الذى رسمه نتنياهو منذ رفع خريطته الموعودة بنزع السلاح وتدفق النفوذ الإسرائيلى فى كل مكان ،
حتى خطة السلام فى أوكرانيا لا تغير الحقيقة أن مصير هذه الحرب بيد رجل واحد هو الرئيس الروسي بوتين الذى يتصرف بصرامة وتميل موازين القوى على أرض الواقع لصالحه من ناحية التمويل أو عدد الجنود ،
أما فنزويلا فهى صامدة لأن روسيا والصين ببساطة لن تتخلى عن حليفتهم فى البحر الكاريبى والمشهد يزداد تعقيداً بفضل السلام الأمريكى الهش الذى وضع الجميع فى المنطقة الرمادية بعملية فوضى صغيرة ليظهر ترامب على باب طائرته يقول كفى قتالاً وعلينا أن ننتظر الفرج وإلى حديث آخر

د. وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة