د. وفاء علي تكتب: الهيمنة الأمريكية على الملاعب الكروية الأوربية
تنام أوروبا بفعل التوترات الجيوسياسية فى الحرب الروسية الأوكرانية لتصحو على كابوس جديد تفرضه الهيمنة الأمريكية فالمال الأمريكى يغزو الملاعب الأوربية لأهم لعبة شعبية فى العالم ألا وهى كرة القدم،
لقد رأت أمريكا *أنها مباراة تستحق اللعب وإحراز الأهداف* ،لذلك بنت أمريكا الطامحة نظريتها على توجيه الإستثمارات المباشرة إلى الدورى الممتاز لكرة القدم بإنجلترا التى بها أهم دورى كروى عالمى ،
فالنمو السريع فى الإيرادات جعلت الاستثمارات الأمريكية ترسم خارطة طريق للدورى الأوروبى بينما العالم وأوروبا يتابعون إحراز الأهداف ومن يتصدر قائمة الدورى الممتاز لكرة القدم بإنجلترا وأوروبا *تلعب أمريكا بالملعب الخلفى* لتجنى الأموال وتسيطر على الكيانات الكروية وهو إقتصاد سهل الربح حتى لو خسر الفريق الذى تشجعه فالأمريكى يشاهد الملاعب عن بعد ويقول أنتم إلعبوا الكرة ونحن نهيمن على الإدارة ،
نقلت أمريكا مناوراتها إلى الملاعب الأوربية من أجل العوائد والهيمنة فالدورى الانجليزى مثلا هناك ١١ نادى تضخ فيه الإستثمارات الأمريكية ومنها نوادى كبيرة مثل أستون فيلا تشيلسي آرسنال وغيرها من النوادى الكبيرة بجانب ملكية بعض العرب لهذه النوادى ،
من خلال الرياضة رأت أمريكا التى تخطط بينما ينشغل الأوروبيون بالقضاء على بوتين أن الرياضة أفضل منصة لترويج منتجاتها وعلاماتها الرياضية وغيرها من المنتجات ويحاكى الجماهير الأوربية من خلال الإعلان لأن الرياضة بها جزء عاطفى وهو الإنتماء لنادى معين وهنا يتحول الجمهور إلى عملاء للمنتج الأمريكى إنه الإقتصاد الغير مباشر القائم على القوة الناعمة ،
ثم دفعت الجماهير إلى المراهنات الكبيرة مع كل جولة كروية مما جعل الدولار يخترق الدورى الممتاز لكرة القدم بإنجلترا وأوروبا كلها،
وعندما نظمت بطولة العالم للأندية الفاشلة وضعت هدفها الأول هو الربح من خلال السيطرة على الأندية الأوروبية الكبيرة من خلال ثقافة الإختراق والهيمنة بعيداً عن فنيات اللعبة فهى ليست اللعبة الأولى فى أمريكا إنما فى العالم والجمهور لايعنيه من يملك المال فى ناديه وإنما كم هدف يحرزه الفريق ،
لذلك غزت الإستثمارات الأمريكية نادى نيو كاسل ومدينة نيو كاسل وهنا أصبحت الكرة ليست أجوال وإنما أموال فقد أسهمت الإستثمارات الأمريكية فى رفع تصنيفات الأندية الأوروبية بينما دول الاتحاد الأوروبى وأوروبا بالكامل تشاهد المباريات وإحراز الأهداف فقط بينما الهيمنة الأمريكية تغزو وتخترق الملاعب خطوة بخطوة بإقتصاد من نوع خاص إسمه الهيمنة الرياضية وإلى حديث آخر .
د. وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة
