د. وفاء علي تكتب : تآكل الهلال الشيعى والمصالح المتقاطعة

10

لاشك أننا قد نكون نسعى إلى قراءة المشهد السورى ولكنها عفواً
قراءة مبكرة للأحداث في سوريا لكن الواضح جليآ أن هناك دلالة قطعية على تآكل النفوذ الإيراني فى المنطقة من منطقة البوكمال إلى تدمر إلى القصير على خريطة الجغرافيا الإيرانية وحزب الله ويتبقى تأثير محدود للحوثيين فى ملعب النظام العالمى الجديد،
وهنا سقوط نظام الأسد وجه ضربة قاصمة للنفوذ الإيرانى فى هذه المنطقة وتحديداً منطقة الهلال الشيعى ،
ولذلك لابد من النظر إلى التغير والدعم الجيوسياسى الذى قدمته إسرائيل التوسعية لهيئة تحرير الشام فى إسقاط الأسد وتتوغل هى فى المنطقة العازلة بينها وبين سوريا وبالتالى إيران ستواجه تصدع فى المرحلة المقبلة لإختلاف المسار بين وجهات النظر الدينية والسياسية ووجود قاعدة من التناقضات والمقايضات بين إيران وأمريكا وإسرائيل التى إستوعبت جيداً مشروع إيران فى المنطقة ونجحت أجهزة الإستخبارات التى تعمدت الفشل فى التنبؤ بأحداث الأقصى وتنجح بعد ذلك لتكمل مخططها التوسعى على حساب خريطة الهلال الشيعى وأيضا الدعم الروسى وهاهى تحتل جبل الشيخ وتتوغل إلى الآن حوالى ١٨ كيلو متر فى سوريا مع تدمير مخازن الأسلحة فى درعا،
أما تركيا فإنها أطلقت تنظيماتها من حلب لتؤمن الضفة الغربية لنهر الفرات وإنحسر النفوذ الروسى بين اللاذقية وطرطوس وهنا تقبع فى مرمى المعارضة,
و من هنا خرجت إيران من المعادلة التى كانت الرئة التى يتنفس منها حزب الله وفى هذه اللعبة لابد أن تتغير موازين القوى فى الفوضى غير الخلاقة,
وهنا أكبر المستفيدين فى هذا المشهد المتعدد الوسائط هى وحدها إسرائيل التى استثمرت فى فشل حزب الله فى المنطقة وحمت نفسها بتدمير الأسلحة الإيرانية فى سوريا نيابة عن إيران المتراجعة ومع إنحسار النفوذ الإيراني والروسى توسع النفوذ التركى والإسرائيلى والسؤال الهام أين تتقاطع المصالح ؟
تركيا لها عين على المناطق الشمالية السورية خشية من وجود هلال كردى فى المنطقة أما روسيا كل حرصها وجود قواعدها فى المياه الدافئة فى إنتظار تقسيم أوكرانيا لصالح روسيا كجائزة كبرى على خريطة إتساع مسارح النزاعات وتحويل العالم إلى بقاع ساخنة جديدة ورغبة أحمد الشرع فى نظام إسلامي جديد يبدأ من المسجد الأموى
وللحديث بقية

د.وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة