لاشك أن من يتابع مآلات المشهد العالمى وشواهده التى تقول أن هناك من نصب نفسه شرطى للعالم مهما كانت الكلفة ،
فهذا الشرطى لايحب القوى الناعمة وإنما منطق القوى المستميتة فقد فشلت إستراتيجية السلام العالمى التى نادى بها قبل تنصيبه وكل ما يفكر فيه من يملك الأوراق ،
والسؤال العالق الآن ماهى الرسائل المشفرة التى ترسلها أمريكا وشرطى العالم إلى العالم كله فهناك سيناريو حالياً يشغل أمريكا وهى عودة مدارج الحرب العالمية الثانية من جديد بأدوات تمهيد مطارات الحروب فى المحيط الهادئ والهندى من أجل مواجهة عدو مختلف عن الحرب العالمية الثانية وهى الصين من خلال نظرية الإنتشار الموسع ،
ولاشك أن تأهيل هذه المسارات والمدارج يتيح لأمريكا الهجوم بقواعد خفيفة الحركة لاتحتاج إلى بنية تحتية ليمتد قوس الإنتشار فى المحيطين الهندى والهادئ لمنع الصين من تجاوز هذه المنطقة وغيرها من الدول،
فمثلاً اليابان بها ١٢٠ قاعدة عسكرية أمريكية تعدادها ٥٠ ألف جندى أمريكى أما كوريا الجنوبية بها ٧٣ قاعدة جوية وبحرية بالإضافة إلى قواعد الفلبين وسنغافورة وصواريخ باليستية وفرط صوتية وعابرة للقارات وحرصت أمريكا فى خلال فترة وجيزة يشغلون فيها العالم كله بحوار شرطى العالم والخطط الترامبية بينما تنتشر منظومات الدفاع على سطح الهندى والهادئ بالقوة العسكرية المميتة وخصوصاً وروسيا تمسك منتصف العصاومن هنا يخاطب إيران بأسلوب الضرب على الأرض بينما يقول لزيلنسكى ماذا تملك من أوراق ،
ووسط هذه الغفلة الزعماء فى أوروبا والشرق الأوسط مازالوا يحلمون بالسلام الناعم وفى هذه الحالة أستطاع ترامب أن يعطى مبشرات لنتنياهو لفتح طريق الإبادة الجماعية على مصراعيه بينما يشاهد العالم فيلم الشرطى الترامبى وتترك غزة وحيدة لأنياب نتنياهو وأعوانه
وإلى حديث آخر
د. وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة
