د. وفاء علي تكتب : تغيير ديموغرافية الضفة الغربية

23

لاشك أن الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة إستغلت حال العالم الذى تحول إلى بقاع ساخنة وإنشغال الكل بمشكلاته وقوى المنطقة بمفاوضات وقف إطلاق النار بغزة لبعث الروح من جديد فى مشروع شارون القديم

الذى أصدره بقانون منذ عام ١٩٨٣ ليأتى وزير المالية الإسرائيلى المتطرف سموتريتش ويعلنها فى وجه الجميع لزيادة حجم المستوطنات بحيث يعزل بها المدن الفلسطينية عن بعضها ويكمن الخطر هنا فى أن الممول قد أصبح صاحب القرار

لقد إستغل سموتريتش الزخم الحادث بسبب توقع الهجوم الإيرانى ومفاوضات الهدنة وهجوم أوكرانيا فى العمق الروسى وتحرك الأساطيل والقطع البحرية الأمريكية وحاملات الطائرات إلى المنطقة ليعيد بناء جغرافيا جديدة للضفة الغربية التى هى المبتغى وقد إستبق الأحداث ل

يفصل القدس عن الضفة الغربية وإقامة مؤسسات سيادية يصعب معها وجود حدود للدولة الفلسطينية ومعها يرتفع عدد المستوطنين فى الضفة من ١١٥ ألف مستوطن إلى ٨٠٠ ألف مستوطن فالسلطة الفلسطينية للأسف الشديد ليس لها إلا ١٨% من الضفة الغربية

لقد إستغلت إسرائيل الضغوطات الدولية لإيجاد الوطن البديل بالحصول على الضفة الغربية كما يقولون فإتفاقية أوسلو كانت لاتضمن رئيس دولة وإنما رئيس سلطة ليكمن الشيطان فى التفاصيل فالمخطط الهيكلى الإسرائيلى لم يحدد فى الإتفاقيات لذلك يتباهى الوزير اليمينى الإسرائيلى ببناء مستوطنات بالضفة الغربية والآخر يقتحم المسجد الأقصى وهناك إصرار على إعادة تشكيل جغرافيا الضفة الغربية وإلى حديث آخر

د. وفاء علي
أستاذ الاقتصاد وخبير أسواق الطاقة