د. وفاء علي تكتب: مجموعة العشرين والعدالة المفقودة مع الإكراه السياسى

19

لاشك أن مجموعة العشرين والمسماه بمجموعة أثرياء العالم تجتمع هذه المرة بجنوب أفريقيا ولأول مرة بالقارة الأفريقية وسط حالة من الإكراه السياسى الذى تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وهى لعبتها المفضلة بعدم الحضور قصداً ورفض إصدار بيان ختامي للإجتماع بدون وجود رئيس مجلس إدارة العالم،
لم يتغير الحال وكل الأمور على حالها فقد قتلت العولمة وذهبت إلى غير رجعة أما التحديات مازالت تبحث عن بوصلة العدالة المفقودة فخوارزميات العالم تقول أين المفر!!!
أزمات المناخ والغذاء والديون والسياسات الحمائية وتبعات النزيف القادم من التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أجندة الإقتصادات وأولها ملف الطاقة وسلاسل الإمداد والتمويل،
وفى حياة صناع السياسات هناك حد فاصل بين بناء القناعات وصناعة القرار ،
مازلنا نقف عند الخلافات الظرفية أو الظروف الراهنة وهى عبارة دوماً تنذر بالخطر ومازال الجميع عالقين بين قضايا التمويل والمناخ والدول النامية فى عين العاصفة ،
والسؤال العالق دوماً هل نحن نحتاج إلى فك الشفرة العالمية فى هذه المسارات الأمريكية وحالة الإنقسام والكل فى مهب الريح ،
ضاق الخناق على الجميع وأصبحت حالة التباين والإزدواجية من غزة إلى روسيا وأوكرانيا إلى البحر الأحمر ومع إتساع رقعة حروب الوكالة ونجاح ترامب فى تحويل العالم إلى بقاع ساخنة ثم يرفع سيفه ويقول هاهو الحل بقائمة بنود تلاشت فى إتفاق غزة وهمشت أوروبا فى إتفاقية إنهاء الحرب فى روسيا وأوكرانيا ،
لقد وضع العالم فى ضوائق مالية ومناخية وحالة الفراغ السياسي والاقتصادي المستدامة ،
يريد ترامب إكراه مجموعة أثرياء العالم على عدم الخروج حتى ببيان ختامى لمشاكل تحتاج إلى إعمال العقل وإرساء العدالة فى كل قضايا العالم ولكن هيهات لابد أن يظل التشرزم الجغرافى يرفع علم الولايات المتحدة الأمريكية ،
ضاعت أحلام الدول النامية والناشئة وإصلاح حال ملف التجارة العالمية والتمويل وتقنين الديون السيادية فالدول تكاد تختنق والخوف يفرض نفسه على المشهد وليتحضر الجميع لمزيد من الفوضى العارمة ،
آفاق المستقبل هشة ورقعة الألم الإقتصادى تزيد وسيستمر الرهان دوماً ضد المنطق وتقديم أسئلة متكررة بدون إجابات فلا أحد يعلم النوايا الإستراتيجية لحالة الفضاء الإنتقالى فى حالة الإبتزاز على الملأ وفتح أبواب المخاطر ونوافذها على مصراعيها والكل متعلق بالمتاهة فهل تصدر مجموعة العشرين بيانها الختامى بدون إمضاء رئيس كوكب الأرض أم أن الجميع سيظلون على مقاعد المتفرجين على التاريخ وليس صناعته ،
وإلى حديث آخر