د. وفاء علي تكتب: من داعشى مطلوب إلى رئيس مرغوب يلعب السلة مع الأمريكان

19

لاشك أن مآلات المتغيرات فى تحول المشهد السورى يمثل بالأصل تحول دراماتيكي فى العلاقة بين سوريا الجديدة بعدما كان أبو محمد الجولاني ملاحقآ فهل هى صفحة جديدة أم سقطة جديدة ،
إن فرض الشركات الأمريكية لإعادة الإعمار فى سوريا يتطلب رفع العقوبات كمرحلة أولية ١٨٠ يوم بعد موافقة الكونجرس الأمريكي ،
ولكن مازالت حالة الشك والتساؤلات مستمرة فى إيمان أمريكا وثقتها الكاملة فى تحول الفصائل من الشكل الإرهابى إلى الشكل المضاد أى شكل الدولة فحسن الجوار مع إسرائيل شرط أول والإنضمام إلى التحالف الدولى لمقاومة داعش ،
أى داعش هذه التى أنشأتها أمريكا أم من مولتها بعض الدول العربية فنحن أمام حالة من الفراغ المعلوماتى لكثير من الأسئلة كثيرة المجاهيل وهى أن هناك خلاف عقائدي بين الجماعات والدخول مع قوات قسد فى تحول جديد وسط تناقضات كثيرة فإذا كان النظام السوري سقط فإن الإدارة لم تسقط بعد وهى من تقوم بتأهيل العمل فى الأروقة السورية ،
سوريا غير قابلة للترميم وقد قرأ الغرب هذا النموذج وكان واضحاً مع سوريا,
الأمر الأهم هل تسكت داعش وترضى بالأمر الواقع لتفتح الباب أمام سوريا لإعادة دمجها فى محيطها الإقليمي ،
إننا أمام إعادة رسم صورة أوسع للمشهد السياسى والإقتصادى فى المنطقة بعيدآ عن المشهد التاريخى لقد لقط الشرع الإشارة فروسيا عجزت عن حماية المعادلة فى الشرق الأوسط وتنحت جانباً تاركة المياه الدافئة أمام سواحل سوريا وحقول النفط والغاز لقوات قسد والحسبة التركية ،
لقد سأل الشرع نفسه من يحتاج فى هذه المرحلة أكثر من الآخر!!
بوتين أم ترامب وبالطبع أدرك أن ترامب أفيد لأنه حليف إسرائيل ويسكت العالم بتهوره وسياسته الغير منطقية ولكن يظل السؤال العالق دوماً ماذا يريد ترامب من أبو محمد الجولانى غير النفط والغاز والقاعدة العسكرية ودخول الشركات الأمريكية وبقاء الجولان وجبل الشيخ والقنيطرة فى يد جارة السوء إسرائيل أما مهارات الشرع كسياسى جعلت سوريا تذهب إلى التقسيم أما الشمال السورى فهو نموذج إقتصادى بالغ التعقيد فموارد النفط والغاز والمياه فى الشمال تخضع لنموذج الجباية ولاسيما فى المناطق التى تسيطر عليها تركيا فى أربعة محاور وهى باب الهوى وباب السلامة ،الراعى،وجرابلس فضلاً عن معبر الحمام الجديد فى جندريس والصراع المائى فى مشروعات دجلة والفرات فضلاً عن هضبة الأناضول وتعزيز إطار سوريا الجديدة تحت لواء إتفاقات إفراهام
فهل يملك أبو محمد الجولاني أى مهارات فى خارطة سوريا الجديدة لذلك يدلله ترامب فهو باب التقسيم والممر الآمن لوجود القواعد العسكرية الأمريكية
وإلى حديث آخر

د.وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة