د. وفاء علي تكتب: من يطمئن العالم !!

25

لاشك أن تداعيات الأحداث الأخيرة للحروب التجارية خلقت نوعاً من الهلع فى العالم فلم يعد العالم على حاله الذى نعرفه عندما تتحكم جنون العظمة الأمريكية بالأسواق ويخلط ترامب أوراق السياسة بالإقتصاد، وأصبحت الحقيقة الوحيدة التى نفت المجاهيل هو الألم الإقتصادى للجميع ،
المزاج العالمى الإقتصادى فى أسوء حالاته وعداد الخسائر لا يتوقف وأصبح لايوجد نقاط للتلاقى وتعود أمريكا إلى الداخل ليتظاهر نصف مليون أمريكى بالأمس رافضين سياسات ترامب رجل التعريفات الجمركية وأيضاً تابعه ماسك رجل الكفاءة الحكومية الذى بات أن يتركه قريبا بعدما فشل فى إثبات الكفاءة واليوم يعرب عن رفضه للرسوم الجمركية
نصف مليون أمريكى يتظاهرون من أجل السياسة والأقتصاد لقد خسرت وول ستريت ٦,٦ تريليون دولار فى يومين ونزيف الأسهم الأمريكية لايتوقف بعد مناورة ترامب التجارية وخسارة أمريكا وأسواقها المالية ١٠ تريليون دولار منذ تولى ترامب منصبه ،
وهنا لابد أن يكون سؤالنا الملح هل نبدأ فى التعرف على العالم الجديد ؟
بعدما تم تقويض مبدأ التجارة الحرة والتحول من العولمة إلى الأقلمة وأصبحت الرسوم الجمركية تصنع المشهد الإقتصادى العالمى والعالم ينتظر ويترقب هذه النكسة الإقتصادية التى غيرت حركة التجارة العالمية قسراً والموجه البيعية فى الأسواق العالمية مستمرة وإنكشفت الأسواق والعالم كله تحت الضغط والركود التضخمى يلوح في الأفق الزمنى للمرحلة القادمة فالأسواق تترنح فهل من يطمئن هذا العالم الذى وقع فى براثن خطة ترامب المعجزة التى قد تؤدى إلى الدمار بدلاً من الازدهار ،
من يطمئن العالم من شخص يعتقد أن المهم أن يكسب هو ويخسر الجميع،
هل أمريكا تعلن الإعلان النهائى لخراب العالم بعد سياسة التشديد النقدى والإكراه الإقتصادى الذى أوقع الجميع فى براثن الضغوط التضخمية الأكثر شراسة فى أكبر كذبة يتعرض لها العالم فأمريكا عندما تسقط إقتصاديا لاتسقط وحدها وإنما لابد أن تجر العالم معها فمن يطمئن العالم من هذا الجنون الذى يتم بدماغ باردة لتغيير خريطة التجارة العالمية وللحديث بقية

د.وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة