لاشك أن بنيامين نتنياهو وقف أمام الكونجرس للمرة الرابعة فى مشهد درامى على يجسد فيها الأمور بالطريقة التى يحبها الجمهور الأمريكى ومع ذلك لم يأتى بأى بشرى للجمهور الإسرائيلى الذى يعرفه جيداً وأن تمكنه من اللغة الإنجليزية يعطيه فرصة ليقابل بكل هذه الحفاوة التى لم يقابل بها أى رئيس أمريكى
ولم يجدها هو نفسه داخل الكنيست الاسرائيلى لقد إتبع سياسة منتصف العصا فشكر بايدن وشكر ترامب
وقال أعطونا الأدوات وسنقوم نحن بالمهمة فنحن نحارب بدلاً منكم هذه هى توليفة نتنياهو السحرية فى أنه لم يقتل مدنياً فى رفح وذهب بعيداً ليقول أن المتظاهرين ضده فى أمريكا مدعومين من إيران وأن نصر إسرائيل هو نصر لأمريكا ورئيسها الحالى الفخور بصهيونيته والأدهى رسالته فى هذه التوليفة السحرية إلى المحكمة الجنائية الدولية بأنها تقوض يد إسرائيل بل أمريكا نفسها وأن أمريكا واحة الديمقراطية عندما يستهدف فيها المرشح الجمهورى
فإنها إيران والصورة الأوسع للقراءة الفنية لمسار المشهد التمثيلى البارع لنتنياهو هو اللطمة الكبرى أن القدس لن تقسم مجدداً أى الدلالة الضمنية إسرائيل من النهر إلى البحر ولكنها بين السطور
لقد نجح فى تمثيل دوره ببراعة شديدة وإستمال الكونجرس الأمريكي كله بالتصفيق الحاد إنه يستبق الأحداث ليجتذب تعاطف الرأى العام الأمريكى الذى يعلم أنه كاذب حتى يفر من عقاب المحكمة الدولية بل أطلق المسمى الجديد لخيبة الأمل الكبيرة بشدة آلا وهو التحالف الإبراهيمى ولكن الله لايغفل عما يعمل الظالمين وإلى حديث آخر
د.وفاء علي
استاذ الاقتصاد وخبير أسواق الطاقة
