د. وفاء علي تكتب: هل من الممكن أن تتهاوى أمريكا*!!! (١)
يحكى أن فى قديم الزمان كان هناك إمبراطورية عظمى سنة ٢٠٠ ميلادية زاد إنفاقها العسكرى إلى ٧٥% من ميزانيتها،
تصاعدت ديونها وفقدت العملة قيمتها وحدث تفاوت فى مستوى الثروات وأصبح كل مايشغل هذه الإمبراطورية هو إثارة الحروب وتصدر الترفيه الواجهة بدلاً من سياسة الإصلاح الحقيقية ،
وإذا أردنا القياس بدون مواربة نجد أمريكا بالسردية الترامبية فى هذا العام الإستثنائي ٢٠٢٥ إنفاقها العسكرى يمثل ٥٤% من الإنفاق العام بإجمالي يتجاوز تريليون ونصف دولار وتبلغ الديون السيادية ٣٨ تريليون دولار كما أن الدولار فقد قيمته بأكثر من ٩٨% منذ عام ١٩١٣ ،
عملية التجميد والشلل السياسى مستمرة كذلك حروب مباشرة أو حروب الوكالة لاتنتهى ،
وبالنظر إلى دورة الإنتهاء نجد أن أمريكا تسير على نفس الخط فى سقوط روما ،
هل تكون أمريكا هى اللاعب الجديد على الرقعة الذى يسقط أولآ بفعل الأزمات الخارجية والداخلية خصوصاً أن النخبة الأمريكية جاهزة للهروب وقت السقوط ،
لم يعد أمام أمريكا مكان لتتوسع فيه مع تدهور العملة للدولار الغير مرئي فى العملات الرقمية ،
التى فقدت من قيمتها السوقية تريليون دولار منذ وضع ترامب قدمه بالبيت الأبيض ،
أمريكا لديها ٧٥٠ قاعدة عسكرية فى ٨٠ دولة حسب تقرير معهد الدفاع الأمريكى مع ميزانية للبنتاجون ٢٠٢٥ حسب تقرير وزارة الحرب الأمريكية أكثر من تريليون دولار بفروعه وهذا يمثل ٤% من الإنفاق التقديري للفيدرالى الأمريكى الذى يريد التغول على سلطته النقدية ثم نصل إلى فخ الاستراتيجية الأمنية الجديدة والإنسحاب من الناتو مثلما إنسحبت من قبل إمبراطورة يحكى أن ،
الإهتمام بالتملك العقارى وعمليات الترفيه الرقمى الخلل السياسى الجمود التشريعى أزمة الديون الرئيس الأمريكي يحكم بأوامر تنفيذية وأى حل يتطلب ألم سياسى وإقتصادى ،
هناك تخدير أمريكى بمساعدات البطالة بمبدأ السيرك والخبز والحكومة المواطنون يفقدون الثروة بزيادة المعروض النقدى كما فعل نيكسون عام ١٩٧١ لقد خلق الأمريكان ٢٠ تريليون دولار كمعروض نقدى من لاشئ فى وقت قصير ليفقد الفيدرالى الأمريكى ٩٨% من القوة الشرائية كطباعة للنقود ويذهب العالم فى مهب الريح فهل تنهار أمريكا هذا الجزء الأول وإلى حديث آخر (الجزء الثانى)
د.وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة
