د.وفاء علي تكتب : هل من الممكن أن تنهار أمريكا!!! ( ٢)
لاشك أن قواعد الجدلية تفرض علينا مع تصاعد الأحداث وتناثر الدخان فى كل مكان بغرض حجب الرؤية الأفقية والرأسية عن كل البشر يظل السؤال العالق دوماً هل من الممكن أن تتهاوى أمريكا ربما!
فكل شئ يحدث فى وقت واحد مع صدور وسائل التواصل التى تصدر الضجيج ولايوجد وقت للإستجابة سواء سريعاً أو بطيئآ بشكل مدروس ،
فكل الأحداث تتوالى سريعاً وفى وقت واحد لا يترك أحد يتنفس والرافعة المالية غير موجودة بأمريكا برغم كل المهاترات الترامبية بخصوص مسألة خفض الفائدة،
والأمر المالى لأمريكا أعمق من ذلك وقد أثبتت الأحداث أن أمريكا لاتستطيع الدفاع عن نفسها من الهيمنة الصينية لذلك تتفاوض على مسألة الرقائق الإلكترونية التى رفضتها الصين التى ركبت الريح ولن يلحق بها أحد،
المجتمع الأمريكى يشيخ ومعدلات المواليد فى ٢٠٢٥ إنخفض إلى ١,٦ طفل لكل إمرأة بالإضافة أن نسبة العاملين إلى المتقاعدين تنخفض وبرامج الضمان والرعاية الصحية غير قابلة للإستمرار فى ضغط ديمغرافى غير مسبوق ،
أمريكا تحت مظلة ترامب نجم ٢٠٢٥ تسير بسرعة الصاروخ إلى أزمات مالية عالمية تنشرها على المستوى العالمى ويأتى على رأس الأولويات المالية زعزعة الثقة وذعر المستثمرين من الخوارزميات الأمريكية مع تأكل الثقة فى الدولار الذى لن يعود إلى مكانه الذى كان يسكن فيه دوماً من قبل ،
أمريكا لم تربح إيرادات من غزو العراق أو أفغانستان ولايمكنها الغزو مرة أخرى للخروج من الأزمة الإقتصادية أو الإستيلاء على الذهب والنفط دون الدخول فى حرب عالمية ثالثة لذلك تقف فى مياه الكاريبى كقاطع طريق فليست فى الملعب العالمى وحدها،
الحروب ستوسع الإنهيار سريعاً والأمر الأهم هو إمتلاك الصين واليابان طبقآ لبيانات وزارة الخزانة الأمريكية للسندات الأمريكية وفى أى وقت تستطيع الصين واليابان وغيرها بيع السندات الأمريكية أو التوقف عن شراؤها وتدمر الأسواق وتفقد أمريكا السيطرة على عملتها مما يجبر الفيدرالى الأمريكى على طباعة النقود ويفلت الإقتصاد والدائنين من تحت يدها ،
التغير النقدى الأمريكى غير مرئى إنه مجرد أرقام على الشاشات ،
فماذا يحدث لو وجد ٣٠٠ مليون أمريكى أن مداخراتهم لاقيمة لها وستكون حالة من الفوضى العارمة ،
النخبة الأمريكية لن تقاتل من أجل أمريكا وعظمتها سوف تتبخر فى لحظة وينتقل النخب والأثرياء بمليار دولار مثلاً من نيويورك إلى سنغافورة أو الصين وعندما تنهار أمريكا سيغادر الجميع فهناك حافز للهروب الجماعى حفاظاً على الثروات بحسابات بنكية خارجية وطائرات خاصة إنهم أثرياء العالم وقد تفتت المجتمع الأمريكى وهناك من يترقب من بعيد هذه اللحظة بطريقة تفكير إستراتيجى هادئ يقول لأمريكا الحديثة لم نعد نحتاج لكم ،
فهل حقآ تنهار أمريكا ربما مع النفس الطويل وإلى حديث آخر
د.وفاء علي أستاذ الاقتصاد
وخبير أسواق الطاقة
