ذعر بين الأعداء وصدمة للحلفاء.. إدارة ترامب المقترحة تاثير زلزالي
ذهبت صحيفة “التلغراف” بالقول إلى أن تعيينات الرئيس المنتخب لا تكتفي بإثارة ذعر الأعداء فقط، بل تتسبب بصدمة الحلفاء الغربيين أيضًا.
ورأت الصحيفة بأن وصول دونالد ترامب الوشيك إلى البيت الأبيض لا يخلف تأثيرًا زلزاليًّا على السياسة الأمريكية فحسب، بل إنه يخلق تغييرات جذرية على المشهد العالمي، خاصة فيما يتعلق بسلوك الدول المعادية التي ستجد نفسها قريبًا في مرمى الإدارة الجديدة.
وبحسب الصحيفة، تُعد روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية من بين الدول التي لديها سبب للقلق بشأن تأثير النهج الأكثر قوة الذي ستتبناه إدارة ترامب القادمة على ثرواتها.
“هدية لترامب”.. هذه خطة إسرائيل في لبنان
وعلى الرغم من أن الرئيس المنتخب لا يزال في المراحل الأولى من تشكيل إدارته الجديدة، فمن الواضح تمامًا أن ترامب في ولايته الثانية سيكون وحشًا أكثر شراسة بكثير من ترامب في الولاية الأولى من حيث نهجه في التعامل مع الساخطين في العالم.
وأضافت الصحيفة بأن تعيين بيت هيجسيث، وزيرًا للدفاع في ولاية ترامب المقبلة، سيركز بالتأكيد بعض العقول في أماكن مثل موسكو وطهران، إذ إنه يُعد من الصقور في التعامل مع كل من روسيا وإيران، ومنتقدًا صريحًا لدعم إدارة بايدن الفاتر لأوكرانيا.
وعلى نحو مماثل، فإن السيناتور ، الذي من المقرر أن يصبح وزيرًا للخارجية، ليس لديه رغبة كبيرة في التوصل إلى تسوية عند التعامل مع أعداء أمريكا، ويجادل ضد وقف إطلاق النار في غزة على أساس أن إسرائيل يجب أن “تدمر كل عنصر في حماس”، وهو النهج الذي يتناقض بشكل صارخ مع سعي إدارة بايدن المستمر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن.
الحكومة المصرية ترد على أنباء بشأن طلب قدمته إلى صندوق النقد الدولي
وتابعت الصحيفة بأنه من المؤكد أن احتمال عودة ترامب الوشيكة إلى المكتب البيضاوي كان له تأثير تحفيزي على خصوم أمريكا، إذ أجبرهم فوزه في الانتخابات على إعادة التفكير بشكل جدي في خياراتهم.
ويتجلى هذا الأمر بشكل أكثر وضوحًا في ساحة المعركة الأوكرانية، إذ أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حملة يائسة للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي، بناء على توقعات عامة بأن إحدى خطوات ترامب الأولى ستكون إنهاء الصراع الأوكراني، حتى لو كان ذلك يعني تكبد خسائر أكبر.
ومع قيام الصين وإيران بتقديم الدعم العسكري بالفعل لجهود موسكو الحربية، فإن إدخال جهة فاعلة مارقة أخرى لدعم استيلاء روسيا على الأراضي يُعد بمنزلة تذكير واضح بالتغيرات الدراماتيكية التي تحدث في بيئة التهديد العالمية.
وأردفت الصحيفة بأن التغيير الجذري في السلوك لا يقتصر على أعداء واشنطن، والشاهد الاقتراح الذي صدر هذا الأسبوع بأن المفوضية الأوروبية تتطلع إلى تغيير سياسات الإنفاق الخاصة بها للسماح بمزيد من الاستثمار في الدفاع والأمن في الكتلة، ما يُعد أمرًا حيويًّا لتزويد الدول الأوروبية بما يكفي لحماية مصالحها.
وكما أن هذه الخطوة تمثل اعترافًا متأخرًا بأنه مع عودة ترامب إلى السلطة، لم تُعد الدول الأوروبية قادرة على الاعتماد على واشنطن للدفاع عنها.
“ابتلاع الضفة” و تدمير النووي الإيراني.. أولويات اسرائيل في عهده الثاني
وخلُصت الصحيفة إلى أنه على حين قد تكون عودة ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض سببًا لذعر أعداء أمريكا، لكن يجب أن يكون ذلك أيضًا بمنزلة تحذير من أن إدارته الجديدة تتوقع من جميع حلفاء واشنطن أن يدفعوا نصيبهم العادل في الدفاع عن العالم الحر.