رسالة جديدة من عسكريين فرنسيين للتحذير من “الحرب الأهلية”
نشرت الصحيفة الفرنسية اليمينية “فالور اكتيويل” رسالة مفتوحة ثانية لعسكريين فرنسيين يحذرون مجددا من مغبة حرب أهلية في فرنسا.
وخلافا للرسالة الأولى التي خرجت للعلن في نيسان أبريل الماضي وحظيت بشكل أساسي بدعم ضباط وجنرالات متقاعدين، حملت الرسالة الثانية توقيعا مجهولا نيابة عن آلاف من العسكريين مازالوا في الخدمة، على حد ما نسبته الصحيفة الأسبوعية.
لكن وعلى غرار سابقتها، فقد تركز الخطاب مرة أخرى في سطور الرسالة الجديدة على ضرورة تحرك الدولة واتخاذ إجراءات ضد الإسلاميين والمهاجرين والإسكان الاجتماعي الذي اعتبره الموقعون عليها أنه قنبلة خارج نطاق السيطرة.
وأمرت وزيرة الدفاع فلورانس بارلي بخضوع أفراد الجيش الموقعين على هذه الرسالة الجديدة إلى إجراءات تأديبية لعصيانهم الأوامر التي تقضي ببقائهم على الحياد سياسياً وفقا لما تم إعلانه.
كانت فرنسا امرت بفتح التحقيق مع العسكريين مهندسي الرسالة الأولى بعد إثارتهم ضجة بها فيما شجعتهم رئيسة حزب “التجمع الوطني” وزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، ماري لوبن، على الاصطفاف خلفها في حملتها للفوز بسباق الرئاسيات المرتقب في 2022 في البلاد في مواجهة حملة الرئيسَ الفرنسي إيمانويل ماكرون، مرشح تيار الوسط.
ووقعت اشتباكات الأسبوع الماضي بين الشرطة الفرنسية ونشطاء شباب من اليمين في مدينة على الساحل الجنوبي لفرنسا، فريجوس، والواقعة تحت هيمنة “التجمع الوطني”.
إلا أن الزعيمة اليمينية المتشددة ماري لوبان، المرشحة للرئاسة في الانتخابات التي ستجري العام القادم، عبرت عن دعمها لما يقرب من ألف عسكري دعموا الرسالة.
ونشرت الرسالة الأخيرة الأحد على موقع المجلة، إلا أن عدد الموقعين، الذين يعتقد أنهم في الخدمة، ورتبهم، ليس واضحا.
ووصف الذين صاغوا الرسالة أنفسهم بأنهم ينتمون إلى جيل شاب من الجنود الذين خدموا في أفغانستان ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، أو شاركوا في عمليات لمكافحة الإرهاب.
وقالوا إنهم “ضحوا بأنفسهم من أجل القضاء على حركة الإسلاميين التي تقدمون لها تنازلات على أرضنا”.
وانتقدت الرسالة تعامل الحكومة الفرنسية مع الجنرالات المتقاعدين الذين وقعوا الرسالة الشهر الماضي، وتساءلت “هل قاتلوا من أجل أن تصبح فرنسا دولة فاشلة؟ إذا اندلعت حرب أهلية، فإن الجيش سوف يحفظ النظام على أرضنا”.
وتابعت الرسالة “لا أحد يريد وضعا مروعا كهذا، ولا حتى جنرالاتنا المتقاعدون، لكن الحقيقة أن الحرب الأهلية تختمر في فرنسا، وأنتم تعرفون هذا جيدا”.
وقال الموقع الذي نشر الرسالة إن أكثر من 75 ألف شخص وقعوا الرسالة منذ نشرت وأصبحت متاحة للجمهور.
وكانت فرنسا قد قدمت أخيرا مشروع قرار للتعامل مع ما وصفه الرئيس إيمانويل ماكرون “بالانفصاليين الإسلاميين”.
وتعرضت فرنسا لانتقادات داخلية وخارجية بسبب ما وصف بأنه “استهداف الإسلام”.