رفض فلسطيني للحلول العسكرية و«التقسيم» في غزة

0

فيما تتزامن التحذيرات الرسمية والدولية من مخاطر فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، تتصاعد كارثة إنسانية غير مسبوقة داخل القطاع، بفعل استمرار العدوان، وخروق وقف إطلاق النار، والمنخفض الجوى القاسى الذى أغرق آلاف الخيام وتسبب فى انهيار مبانٍ وسقوط ضحايا،

غارة إسرائيلية تخلف قتلى بقطاع غزة

معظمهم من الأطفال.وبينما يؤكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس رفضه لأى حلول عسكرية أو مخططات تقسيم، تحذر منظمات أممية من انهيار صحى وبيئى، وتواصل إسرائيل عرقلة إدخال المساعدات، ما ينذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية على نحو خطير.وقال «عباس» إن السلطة الفلسطينية «لن تقبل أو تتعامل مع مخططات إسرائيل لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، بما فيها القدس، أو إعادة احتلال القطاع أو اقتطاع أى جزء منه»، مشددًا على أنه «لا توجد حلول أمنية أو عسكرية فى غزة»، وأن القطاع يمثل جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية.

وأوضح عباس، خلال زيارته الحالية إلى إيطاليا، أن أى ترتيبات مستقبلية يجب أن تقوم على وحدة الأرض الفلسطينية، مشيرا إلى الجهود السياسية والدبلوماسية المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتى تشمل إنهاء حكم حركة «حماس»، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وبدء عملية إعادة الإعمار، ومنع تهجير السكان.على الصعيد الإنسانى،

حذر ممثل منظمة الصحة العالمية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن، من التداعيات الخطيرة للأوضاع الصحية فى غزة، مشيرا إلى وفاة نحو 1092 مريضا أثناء انتظار الإجلاء الطبى بين يوليو 2024 ونوفمبر 2025، وفق بيانات السلطات الصحية فى القطاع. وأكد أن الرقم الحقيقى قد يكون أعلى من ذلك، نظرا لاعتماده فقط على الحالات المبلغ عنها.وأوضح بيبركورن، خلال بيان صحفى فى مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أن 18 من أصل 36 مستشفى فى غزة تعمل بشكل جزئى، إلى جانب تشغيل 43٪ فقط من مراكز الرعاية الصحية الأولية، فى ظل نقص حاد فى الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية.ميدانيا، استشهد 3 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية شمال قطاع غزة، فيما شنت طائرات الاحتلال غارات على مناطق شرقى خان يونس وشرقى رفح وغزة،

مع تنفيذ عمليات نسف لمبان سكنية، بحسب مصادر محلية.وفى سياق متصل، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» من تزايد مخاطر تفشى الأمراض بين أطفال قطاع غزة، فى ظل استمرار المنخفض الجوى وتأخر وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن نحو 9300 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد. ودعت المنظمة إلى إدخال كميات كبيرة من مستلزمات الشتاء والخيام والملابس بشكل عاجل ودون عوائق.من جانبها،

أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والإغاثة الفلسطينية، الدكتورة سماح أبوعون، أن الأوضاع الإنسانية فى غزة بلغت مرحلة «شديدة الخطورة»، موضحة أن الأمطار الغزيرة تسببت فى غرق نحو 27 ألف خيمة، ووفاة عدد من المواطنين، بينهم أطفال، جراء الفيضانات وانهيار أماكن الإيواء المؤقتة، وأشارت إلى أن القطاع يحتاج بشكل فورى إلى ما لا يقل عن 30 ألف خيمة، فى وقت يمنع فيه الاحتلال إدخال مئات الآلاف من الخيام والبيوت الجاهزة. بدوره، أعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة انتشال جثامين 11 فلسطينيًا استشهدوا جراء انهيار مبانٍ متضررة من القصف السابق، بفعل المنخفض الجوى «بيرون»، إضافة إلى فقدان شخص واحد، وتسجيل خسائر مادية أولية تقدر بنحو 4 ملايين دولار.وقال مدير المكتب، إسماعيل الثوابتة، إن أكثر من ربع مليون نازح تضرروا من المنخفض، مع تسجيل تضرر أو غرق 53 ألف خيمة بشكل جزئى أو كلى.