تستعد روسيا لاتخاذ إجراءات تضمن إلزام مشتري منتجاتها الزراعية بـالدفع بالروبل بدلًا من الدولار الأمريكي، في محاولة لتعزيز حماية المصدّرين الروس، وتسهيل وصول حلفائها إلى سوق الغذاء بسهولة.
وفي السياق، قالت نائبة رئيس الوزراء الروسي فيكتوريا أبرامشينكو، اليوم الجمعة، إن بلادها ستحث مشتري صادراتها الزراعية على الدفع بالروبل، كوسيلة للالتفاف حول العقوبات الغربية.
وأضافت أن الحكومة تعد مسودة مرسوم من شأنه تمكين المشترين من فتح حسابات خاصة بالروبل لتحقيق هذا الأمر.
المعروف أن روسيا تطالب منذ فترة طويلة بإعادة ربط بنكها الزراعي الحكومي بشبكة (سويفت) العالمية للمدفوعات التي استبعدت منها بعد الهجوم على أوكرانيا العام الماضي، وكان عدم استئناف ربطها بالشبكة أحد أسباب انسحابها الأسبوع الماضي من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود.
من جانبه، سلط الرئيس فلاديمير بوتين الضوء على الحاجة إلى التحول إلى العملات الوطنية في معاملات التجارة، في خطاب ألقاه بالقمة الأفريقية الروسية في سان بطرسبرج، أمس الخميس.
ولفتت أبرامشينكو إلى أن المرسوم “سيسهل وصول الدول الصديقة إلى سوق الغذاء، وسداد ثمن المنتجات الغذائية بالعملات الوطنية”.
وأشارت إلى أن ذلك يمثل أداة لحماية المصدّرين الروس والدول “الصديقة” لبلادها من ضغط العقوبات.
وأكدت: “اعتاد شركاؤنا على تسلم الغذاء الروسي عالي الجودة من دون انقطاع، وسنواصل عمليات التسليم هذه”.
يشار إلى أن بوتين وقع قبل أيام على قانون الروبل الرقمي، وإطلاق منصة إلكترونية للعملة الرقمية الروسية اعتبارًا من أغسطس المقبل، ليصبح “الروبل الرقمي” في روسيا الرديف الثالث للعملة الوطنية إلى جانب الروبل النقدي والروبل الافتراضي.
ومن المقرر أن يتم العمل بالروبل الرقمي بشكل أساسي كوسيلة أخرى للمدفوعات والتحويلات، لذلك لن يتسنى فتح وديعة أو الحصول على قرض به، ولن يتم احتساب أي فائدة على الأرصدة في المحافظ الرقمية.
والعام الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لن تقبل إلا الدفعات بالروبل ثمنًا لضخّ الغاز للدول التي وصفها بـ “الدول غير الصديقة”، وتشمل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بعد تعرض موسكو لعقوبات غير مسبوقة إثر غزوها لأوكرانيا.
وقال بوتين خلال اجتماع للحكومة بثه التلفزيون الروسي: “قررت تطبيق سلسلة من الإجراءات لتحويل الدفعات مقابل إمداداتنا من الغاز إلى الدول غير الصديقة إلى الروبل الروسي”.
وووقتها منح بوتين المصرف المركزي الروسي مهلة أسبوع لتطبيق تلك التغييرات وإيجاد طريقة لتحويل تلك الدفعات بعيدًا عن العملات الأخرى.
وشدد على أن روسيا ستتوقف عن تلقي الدفعات بالعملات التي وصفها بـ”المخترقة”. وأضاف بأن “روسيا ستواصل تزويد الغاز بالكميات المثبتة في العقود السابقة”.
وأكد أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أعلنا عن “تخلف حقيقي” عن سداد التزاماتهما لروسيا. وقال: “الآن يعرف الجميع في العالم أن الالتزامات بالدولار يمكن التخلف عن سدادها”.
وفي أعقاب إعلان بوتين، حقق الروبل مكاسب مقابل الدولار الأمريكي واليورو. إذ قفز الروبل إلى أعلى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع ليصل إلى سعر صرف 95 روبل للدولار قبل أن يستقر عند سعر 100 روبل للدولار في وقت لاحق.
وكان سعر صرف الروبل يعادل 80 روبلًا للدولار، وقبل العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو، هبط إلى انخفاض قياسي ليصل إلى 120 للدولار وإلى 150 للدولار في سوق المداولات بين المصارف.