زيارة تضامنية في رمضان: الأمين العام يدعو إلى دعم اللاجئين الروهينجا
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التضامن مع اللاجئين الروهينجا والمجتمعات المضيفة لهم في بنغلاديش مطلوب أكثر من أي وقت مضى. وأثناء زيارته الرمضانية التضامنية، قال لعدد من اللاجئين والمواطنين في بنغلاديش: “إن صيامي وتناولي الإفطار معكم هما دليلان على احترامي العميق لدينكم وثقافتكم”.
الأمين العام تحدث من كوكس بازار في بنغلاديش التي وصلها في إطار مهمة تضامن مع اللاجئين الروهينجا والمجتمعات المضيفة لهم. ويقطن في مخيمات منطقة كوكس بازار نحو مليون لاجئ من الروهينجا الذين اضطروا إلى الفرار من ميانمار بسبب أعمال العنف التي استهدفتهم.
هذه الزيارة تأتي في إطار تقليد سنوي بدأه الأمين العام منذ سنوات عندما كان مفوضا ساميا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إذ يزور خلال شهر رمضان المبارك أحد المجتمعات المسلمة التي تواجه ظروفا صعبة في مختلف أنحاء العالم ليصوم ويفطر معها للفت الانتباه العالمي إلى محنة أفرادها.
وناشد غوتيريش المجتمع الدولي إظهار التضامن مع اللاجئين الروهينجا من خلال العمل والدعم الملموس. وقال إنه يزور كوكس بازار لتسليط الضوء على محنة الروهينجا وإمكاناتهم، مشيرا إلى أن أكثر من مليون لاجئ بحاجة لدعم العالم وأضاف: “بعد عقود من التمييز والاضطهاد، شهدنا تدفقا هائلا في أعقاب المجازر التي وقعت في ولاية راخين قبل 8 سنوات”.
وأضاف أن كثيرين آخرين وصلوا مؤخرا، هربا من الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان، التي قال إنها “أثارت كراهية معممّة ضد المسلمين. هذا ذو أهمية خاصة حيث يحتفل العالم غدا بـ اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام“.
وقال غوتيريش إن اللاجئين الروهينجا وصلوا إلى بنغلاديش من أجل ما يسعى إليه الناس في أي مكان: الحماية والكرامة والأمان لهم ولأسرهم.
وأشار إلى أنه التقى وتحدث مع الكثيرين “وقد ألهمتني شجاعتهم وتأثرت بتصميمهم. شارك العديد منهم روايات مروعة عن محنتهم في ميانمار ورحلاتهم إلى هنا. إنهم يريدون العودة إلى ديارهم – ميانمار هي وطنهم. والعودة بطريقة آمنة وطوعية وكريمة هي الحل الأساسي لهذه الأزمة”.
خفض التمويل، كارثة كبرى
الأمين العام أنطونيو غوتيريش قال إنه “يقع علينا التزام خاص بضمان وصول المساعدات إلى اللاجئين الروهينجا، وإظهار أن العالم لم ينسهم”. وأشار إلى أن جميع اللاجئين يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وحذر من أزمة إنسانية وشيكة بسبب تخفيضات التمويل المحتملة، قائلا إن هذه التخفيضات ستكون بمثابة “كارثة كبرى”. ودعا المجتمع الدولي للاستثمار في المساعدات.
وأضاف: “كوكس بازار هي خط أمامي لتأثير تخفيضات الميزانية على الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة. هنا يتضح أن تخفيضات الميزانية لا تتعلق بالأرقام في الميزانية العمومية. لتخفيضات التمويل تكاليف بشرية كبيرة. في النهاية، يجب إيجاد الحل في ميانمار. لن نستسلم حتى تسمح الظروف بالعودة الطوعية والآمنة والمستدامة للاجئين هنا”.
وحث الأمين العام المجتمع الدولي على تكثيف جهوده في تقديم المساعدات للاجئين الروهينجا، واصفا خفض المساعدات بأنه “غير مقبول”. وأضاف: “ولذلك، لن ينقطع صوتي حتى يدرك المجتمع الدولي أنه يقع عليه التزام بالاستثمار الآن لدعم اللاجئين الروهينجا هنا في بنغلاديش، والتأكد من أن الأشخاص الذين عانوا بالفعل الكثير لن يواجهوا مشكلة إضافية. سنفعل كل ما في وسعنا لحل مشكلة الحصص الغذائية”.
وقد أجبر نقص التمويل وكالات الأمم المتحدة على تقليص الحصص الغذائية التي توزعها على اللاجئين الروهينجا.
إقرار بسخاء بنغلاديش
وأكد الأمين العام ضرورة الإقرار بالدعم الهائل الذي يقدمه شعب بنغلاديش الذي قال إنه يتقاسم أرضه وغاباته ومياهه الشحيحة وموارده الضئيلة مع اللاجئين.
وأضاف أنه رأى تحسينات في المخيمات مقارنة بآخر مرة زار فيها كوكس بازار سنة 2018، لكن التحديات كبيرة على مستويات عديدة، وفقا للأمين العام.
فهذه المخيمات والمجتمعات التي تستضيفها تقع على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، والصيف حارق، وفرصة اندلاع الحرائق ترتفع بشكل كبير. وخلال مواسم الأعاصير والرياح الموسمية، تدمر الفيضانات والانهيارات الأرضية الخطيرة المنازل والأرواح.
رسالة للأطراف في ميانمار
الأمين العام وجه رسالة للأطراف في ميانمار دعا فيها إلى ضبط النفس وحماية المدنيين وقال في هذا الصدد: “رسالتي إلى كافة الأطراف في ميانمار واضحة: ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين وفقا للقانون الدولي الإنساني، ومنع مزيد من التحريض على التوترات والعنف الطائفي – تمهيدا لترسيخ الديمقراطية”.
لكن غوتيريش نبه إلى أن الوضع في ميانمار لا يزال صعبا، بما في ذلك في ولاية راخين، مؤكدا الحاجة إلى دعم المحتاجين إلى الحماية “ريثما ينتهي الصراع والاضطهاد المنهجي في راخين”.
وبالإضافة إلى المساعدات الغذائية الأساسية، يقول الأمين العام إن الناس في كوكس بازار يتوقون أيضا إلى التعليم وبناء المهارات وفرص الاستقلال، منبها إلى أن محدودية الآفاق تتسبب في ارتفاع العنف والجريمة والقضايا الأمنية الأخرى بشكل طبيعي.
وأشار إلى أن بعض عائلات الروهينجا تشعر أنه ليس أمامها أي خيار سوى المخاطرة بكل شيء من أجل خوض رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر.