سارة شرارة تكتب.. بورسعيد جوهرة البحر الأبيض تاريخ البسالة
بورسعيد واجهة سياحية وثقافية ممتازة،ولها من محافل التاريخ وقصص الحرب والعدوان الثلاثي والهجرة والبحر والميناء والنوارس ما جعلها الغامضة والمتألقة في آن واحد. وظلت مدينة حرة تجارية قائمة على الإستيراد بسياسة أنور السادات ١٩٧٦ كدولة رأسمالية واقتصادية ما جعلها شاغلة للفضول والرواج التجاري حتى انتهاء المدينة الحرة ٢٠٠٢، الشيء الذي ظل بمثابة كارثة ثقيلة على أهالي بورسعيد ليذبل بريقها وتتعرض للإهمال والتهميش بعد الإلغاء لها كمنطقة حرة.
فجر تاريخها :
تلك المدينة التي لم تكن سوى قرية الجميل وما يبعد عنها بمسافة ٩ كم حيث يوجد موقع بورسعيد الحالية والذي نتج في الأساس عن عملية ردم مستنقعات بحيرة المنزلة ١٨٥٩ ،لتصبح بورسعيد بين البحر المتوسط وبحيرة المنزلة على ارتفاع مناسب ولديها ساحل يصلح لرسو السفن وميناء بمياه عميقة ،حيث أطلق” دي لسبس” إشارة العمل في حفر قناة السويس في عهد الخديوي سعيد في نفس التاريخ .
إذا أردت الإستمتاع ببورسعيد ستجد وجهات عديدة جديرة بزيارتك مثل :
الممشى السياحي :
وهو ممشى فسيح رائع تجاوره المحلات والكافيهات وأماكن الترفيه يمتد من هيئة قناة السويس وصولاً إلى تمثال “دي لسبس” مطلاً على المنظر البديع لمياه قناة السويس والسفن وتستطيع أن تلمح بورفؤاد من بعيد على الضفة الأخرى.
_متحف هيئة قناة السويس :
ويقع بين شارعي البازار وصفية زغلول، تم افتتاحه ٦ أغسطس ٢٠١٥، وكان يعد في السابق مقراً للقنصلية الفرنسية، وقيل أن الإمبراطورة” أوجيني” كانت ضيفة المكان أثناء مراسم افتتاح قناة السويس عام ١٨٦٩. يضم المتحف عدداً من الآثار ولوحات تروي تاريخ قناة السويس وخرائط لها، وأهم القطع تمثال ل”دي لسبس” من المرمر.
مقابر الكومنولث :
مقبرة شاهدة على قصص الجنود وضحايا الحربين العالمية الأولي والثانية بالعالم . تقع المقبرة بحي الزهور بالناحية الشرقية لمدافن المسلمين والمسيحين القديمة وتحمل ١٠٩٤ قبراً، من الحرب الأولى إلى جانب ١١١ قبراً من الحرب العالمية الثانية وبها رفات جنود ومدنيين ممن سكنوا بورسعيد أوائل القرن العشرين، ولكنها على الأغلب مدافن الجنود الإنجليز و الفرنسيين وجنود آخرين من دول إفريقيا والهند وأمريكا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا. وتحظى باهتمام هيئة الكومنولث بالإشراف عليها وإتاحة الزيارة لها من كل دول العالم.
فنار بورسعيد :
أنشئ ١٨٥٩ من الخشب وكان يضيء مسافة ثمانية أميال إلى أن تم إعادة بنائه وتجديده ١٨٦٩ من الخرسان ليعد أول بناء خرساني في مصر والشرق الأوسط في عهد الخديوي إسماعيل وكان يضيء لمسافة ٢٠ ميل ومزود بكرة ضخمة أعلاه لتعيين الوقت، وأعيد بناؤه للمرة الثالثة ليزداد ارتفاعه ويبرز مجدداً.
تمثال “ديلسبس” :
أحد أهم الآثار التاريخية والثقافية المسجلة ببورسعيد، تم عرض التمثال في ١٨٩٩ إبان افتتاح قناة السويس للملاحة ويقع عند الحاجز الغربي لمدخل قناة السويس في شارع فلسطين، وحين ثارت المقاومة الشعبية في بورسعيد، أزال المنتفضون تمثال دي لسبس عن قاعدته، ولا زال التمثال محفوظاً في مخازن هيئة قناة السويس إلى اليوم بينما يدور الجدل حول إعادة تثبيته ولكن هناك من يرفض الفكرة أو يؤيدها.
محمية أشتوم الجميل :
وتقع غرب بورسعيد على مساحة ١٨٠ كم، تضم المحمية بوغازي الجميل وأشتوم الجميل ويقعان بين بحيرة المنزلة والبحر المتوسط وهي غنية بالثروة السمكية حيث يوجد بها جزيرة تنيس الأثرية التي تنتسب إلى العصر الأيوبي، وتتميز بالتنوع البيولوجي وهي المكان الأمثل كي تتكاثر النباتات البرية، وأنواع من الطيور المقيمة والمهاجرة.
متحف بورسعيد الحربي :
ويقع شارع ٢٣ يوليو، حديقة بنت النيل تم افتتاحه للمرة الأولى في ٢٤ ديسمبر ١٩٦٤ ،ويحوي مخلفات حرب ١٩٥٦، ويعرض حكايات الجنود والأبطال وبه مفكرة صغيرة بخط يد السادات، بقناة السويس تحتوي أعمال فنية عن قصة قناة السويس ووثائق تخص المشروع ومراحل تنفيذه.
متحف بورسعيد القومي :
يقع عند المدخل الشمالي لقناة السويس بجوار مرسى السفن، وتعرض المتحف للدمار بسبب ضربات الصواريخ خلال حرب ١٩٦٧ ثم تمت إعادة بنائه وافتتاحه في ١٩٨٦، ثم إزالته مرة أخرى سنة ٢٠٠٢ من أجل إعادة بنائة ولكن توقف المشروع بسبب عيوب فنية وضعف التمويل فقدرت تكاليف التشييد بما يقارب ٣٠٠ مليون جنياً أما الحديقة فاحتاجت إلى مليار جنيه. وخلال العام الماضي اجتمع وزير السياحة والآثار د.خالد العناني بمحافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان من أجل التخطيط لإعادة المتحف القومي نظراً لأهميته حيث يعد ثالث أهم متحف على واجهة بحرية سياحياً واقتصادياً، وخلال الشهر الماضي ٢٠٢١ تعاقدت وزارة السياحة فعلياً مع أحد المستثمرين لتمويل المشروع والذي يعد بوابة المستقبل لإدخال وجذب إيرادات وفيرة للمحافظة. ويضم المتحف 9 آلاف قطعة أثرية من العصر الفرعونى والرومانى واليونانى والإسلامى والقبطى، تم نقلها لمخازن وزارة الآثار لحين إعادة بنائه.
متحف النصر للفن الحديث :
أقيم المتحف ١٩٩٥،وأعيد بنائه في ٢٠١٣، ليضم أكثر من ٧٥ عملاً فنياً من مختلف فروع الفن التشكيلي رسم وتصوير ونحت وخزف وجرافيك عن كبار الفنانين التشكيليين، ويعد مركزاً ثقافياً لإقامة الندوات الفنية ومناقشة الموضوعات الأدبية والإجتماعية والورش الفنية لرعاية الموهوبين والحفلات الموسيقية الجاذبة للزوار.